وقال أبو حاتم وأبو زرعة: "هذا خطأ؛ أخطأ فيه عبيدة، رواه جماعة، فقالوا: عن تميم بن سلمة، عن مسروق، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر ... مرسل فقط.
[قال ابن أبي حاتم:] قلت لهما: الوهم ممن هو؟ قالا: من عبيدة".
قلت: وعَبيدة بن حميد: ليس به بأس، ولم يكن من الحفاظ المتقنين [انظر: التهذيب (٣/ ٤٤)].
وممن رواه مرسلًا: محمد بن فضيل [صدوق]، قال أبو بكر بن أبي شيبة (٤٨٨٨): نا محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن تميم بن سلمة، عن مسروق، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ، فعرَّس بأصحابه، فلم يوقظهم مع تعريسهم إلا الشمس، فقام فأمر المؤذن، وأقام، ثم صلى.
فقال مسروق: ما أحب أن لنا الدنيا وما فيها بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد طلوع الشمس.
فالمحفوظ: مرسل، بإسناد ضعيف؛ يزيد بن أبي زياد الكوفي: ضعيف.
ب- حرمي بن حفص، قال: حدثنا صدقة بن عبادة الأسدي، قال: حدثني أبي، عن ابن عباس: أنهم كانوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ، فغفلوا عن صلاة الغداة، حتى طلعت الشمس، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤذنًا، فأذن كما كان يؤذن كل يوم، فصلى ركعتي الفجر كما كان يصلي كل يوم، ثم صلى بهم الغداة كما كان يصلي كل يوم.
أخرجه البزار (١١/ ٤٥٠/ ٥٣١٤)، وابن عبد البر في التمهيد (٥/ ٢٥٤).
قلت: إسناده ضعيف؛ عبادة بن نشيط: مجهول؛ لم يرو عنه سوى ابنه صدقة، ولم يذكر سماعًا من ابن عباس [انظر: التاريخ الكبير (٦/ ٩٦)، الجرح والتعديل (٦/ ٩٦)، الثقات (٥/ ١٤٥)].
٤ - عبد الجبار بن العباس الشِّبَامي، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفره الذي ناموا فيه حتى طلعت الشمس، فقال: "إنكم كنتم أمواتًا"، فردَّ الله أرواحكم، فمن نام عن صلاة فليصلها إذا استيقظ، ومن نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها".
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١/ ٤١١/ ٤٧٣٨) و (٧/ ٢٨١/ ٣٦٠٩٧)، وفي المسند (٣/ ٨١٣/ ٤٤٢ - مطالب)، وأبو يعلى (٢/ ١٩٢/ ٨٩٥)، والعقيلي في الضعفاء (٢/ ٣٤٦) و (٣/ ٨٨)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ١٠٧/ ٢٦٨)، وابن عدي في الكامل (٥/ ٣٢٦)، وابن عبد البر في التمهيد (٥/ ٢٥٨).
قال العقيلي: "لا يحفظ من حديث أبي جحيفة إلا عن هذا الشيخ، وقد روي هذا عن أبي قتادة وغيره، بأسانيد جياد" وقال قبل هذا في عبد الجبار: "ولا يتابع على حديثه".
وقال ابن عدي: "وهذا لا أعلم يرويه عن عون بن أبي جحيفة غير عبد الجبار" ثم