للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال في عبد الجبار: "ولعبد الجبار هذا غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه مما لا يتابع عليه".

ووهم بعضهم على عبد الجبار في لفظه، انظر: الضعفاء الكبير للعقيلي (٢/ ٣٤٦).

وعبد الجبار هذا: صدوق، له أوهام، لا يحتمل من مثله هذا التفرد [انظر: التهذيب (٢/ ٤٦٨)، الميزان (٢/ ٥٣٣)، المجروحين (٢/ ١٥٩)، الطبقات الكبرى (٦/ ٣٦٦)، المعرفة والتاريخ (٣/ ٢٠٠)].

٥ - قال الطبراني في الكبير [(١٠٢) قطعة من الجزء (١٣)]: حدثنا إسماعيل، قال: ثنا أحمد بن صالح، قال: حدثني عبد الله بن وهب: حدثني حيي، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو قال: لما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبوك، أدلج بهم، حتى كان مع السحر، ثم نزل بهم سحرًا، فقال: "يا بلال! احرُس لنا الصلاة" قال: نعم يا رسول الله! فغلب بلالَ النومُ، فرقد، فناموا حتى أوجعتهم الشمس، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتيمم، فقال لبلال: "أذن، وأقم" فقال بلال: الآن! فقال: "نعم" فصلَّوا بعد ما أصبحوا.

قال الهيثمي في المجمع (١/ ٣٢٣): "رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح؛ خلا شيخ الطبراني".

قلت: شيخ الطبراني، هو: إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري: لم أقف له على ترجمة.

وأما قوله: رجاله رجال الصحيح، فنعم؛ إلا حيي بن عبد الله المعافري، فإنه: لم يرو له البخاري ولا مسلم، وهو: منكر الحديث فيما تفرد به عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فإن قيل: قال فيه ابن معين: "ليس به بأس"، قلت: قد قال أيضًا: "صالح الحديث، ليس بذاك القوي"، وإن قيل: قال فيه ابن عدي: "أرجو أنه لا بأس به؛ إذا روى عنه ثقة"، قلت: قد قال أيضًا فيما رواه أحمد بن صالح، عن ابن وهب، عن حيي، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن ابن عمرو: "وبهذا الإسناد: خمس وعشرون حديثًا، عامتها لا يتابع عليها".

وبهذا يكون ابن معين وابن عدي قد اقتربا -في نظرتهما إلى حيي- من أقوال غيرهما من الأئمة، فقد قال أحمد: "أحاديثه مناكير"، وقال البخاري: "فيه نظر"، وقال النسائي: "ليس بالقوي" [انظر: التاريخ الكبير (٣/ ٧٦)، سؤالات ابن محرز (١/ ٦٨)، الكامل (٢/ ٤٥٠)، التهذيب (١/ ٥١٠)، الميزان (١/ ٦٢٣)، تخريج أحاديث الذكر والدعاء (١/ ٤٢٣/ ٢١٠) وقلت هناك: "ولعل من قواه نظر إلى أحاديثه التي وافق فيها الثقات؛ فحسن القول فيه" ومما لم يتابع عليه في هذه القصة قوله: "فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتيمم" والمعروف في هذه الواقعة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يتيمم، وإنما توضأ، كما جاء في أحاديث الباب.

• وفي الباب أيضًا مما لا يخلو من مقال:

٦ - عن سمرة بن جندب قال -أحسبه مرفوعًا-: "من نسي صلاة فليصلها حين يذكرها، ومن الغد للوقت".

<<  <  ج: ص:  >  >>