جماعةً من الثقات الحفاظ، ممن هم أحفظ منه، وأكثر في العدد، وأعلم بحديث حماد بن سلمة، مثل: عبد الله بن المبارك، وعفان بن مسلم، وأبي سلمة موسى بن إسماعيل، ويونس بن محمد المؤدب، وعبد الصمد بن عبد الوارث، والحسن بن موسى الأشيب، وعبد الله بن معاوية الجمحي.
وتابعهم ممن تُكُلِّم في حفظه: أبو سعيد مولى بني هاشم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، والمؤمل بن إسماعيل.
رواه تسعتهم: عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد".
لم يذكروا: قتادة عن أنس.
أخرجه النسائي في المجتبى (٢/ ٣٢/ ٦٨٩)، وفي الكبرى (١/ ٣٨٣/ ٧٧٠)، وابن ماجه (٧٣٩)، والدارمي (١/ ٣٨٣/ ١٤٠٨)، وابن خزيمة (٢/ ٢٨١/ ١٣٢٢)، وابن حبان (٤/ ٤٩٢ و ٤٩٣/ ١٦١٣ و ١٦١٤) و (١٥/ ١٦٢/ ٦٧٦٠)، والضياء في المختارة (٦/ ٢٢٢ و ٢٢٣/ ٢٢٣٥ و ٢٢٣٨)، وأحمد (٣/ ١٣٤ و ١٤٥ و ١٥٢ و ٢٣٠ و ٢٨٣)، وأبو يعلى (٥/ ١٨٤ و ١٨٥/ ٢٧٩٨ و ٢٧٩٩)، والبيهقي (٢/ ٤٣٩)، والبغوي في شرح السنة (٤٦٦)، وابن حجر في التغليق (٢/ ٢٣٧ و ٢٣٨).
وهذا هو الصواب، والله أعلم.
ولفظ النسائي من طريق ابن المبارك: "من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد".
قال النووي في الخلاصة (٨٧٩): "رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح".
قلت: وهو كما قال، رجاله رجال مسلم، وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان والضياء، وقد اتفق الشيخان على إخراج أحاديث: عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس [انظر: تحفة الأشراف (٩٤٣ - ٩٥٨)].
• إلا أني وجدت لهذا الحديث علة:
فقد روى أبو بكر بن أبي شيبة (١/ ٢٧٤/ ٣١٤٦)، ومسدد بن مسرهد (٣/ ٥٠٠/ ٣٥٥ - مطالب):
عن ابن علية، عن أيوب، قال: حدثني رجل، عن أنس بن مالك، قال: كان يقال: ليأتين على الناس زمان يبنون المساجد، يتباهون بها، ولا يعمرونها إلا قليلًا.
لفظ ابن أبي شيبة مختصر، ولفظ مسدد: حدثني رجل أن أنس بن مالك - رضي الله عنه - مر قبل الطاعون الجارف، فجعل يمر بالمسجد قد أُحدِث، فيسأل عنه، فيقول: هذا مسجد أحدثه بنو فلان.
فقال: كان يقال: يأتي على الناس زمان يبنون المساجد، يتباهون بها، ثم لا يعمرونها إلا قليلًا.
قال أيوب: فجاء الجارف فجرفهم.