ب- وخالفهما أثبت أصحاب أيوب: حماد بن زيد، وإسماعيل بن علية، فروياه عن أيوب به موقوفًا، وفي رواية حماد:"عن أبي هريرة قال: قال: "الملائكة تصلي على أحدكم. . . " الحديث.
أخرجه النسائي في الكبرى (١٠/ ٤١٤/ ١١٨٨٢)(١٤٤١١ - تحفة)، والخطيب في الكفاية (٤١٨).
وهذا لا يُعل المرفوع، فقد كان البصريون يفعلون ذلك في أحاديث ابن سيرين، بل ابن سيرين نفسه كان يفعل ذلك، قال الخطيب في الكفاية: "قال موسى [هو: ابن هارون، الحمال، الحافظ الكبير]: إذا قال حماد بن زيد والبصريون: "قال قال" فهو مرفوع. قلت للبرقاني: أحسب أن موسى عنى بهذا القول أحاديث ابن سيرين خاصة. فقال: كذا تحسب [وفي بعض المصادر: كذا يجب]. قلت: ويحقق قول موسى هذا ما أخبرناه ابن الفضل، قال: أنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا يعقوب بن سفيان، قال: ثنا يحيى بن خلف، قال: ثنا بشر بن المفضل، عن خالد، قال: قال محمد بن سيرين: كل شيء حَدَّثتُ عن أبي هريرة فهو مرفوع" اهـ كلامه.
وقول ابن سيرين هذا في المعرفة والتاريخ للفسوي (٣/ ١٣٦)، ورواه من طريق الفسوي أيضًا: ابن عساكر في تاريخه (٥٣/ ١٨٨)، ثم رواه من طريق آخر عن بشر بن المفضل، عن خالد الحذاء، قال: سمعت محمد بن سيرين يقول: "كل شيء حدثتكم عن أبي هريرة؟ فهو عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
فالمرفوع: صحيح؛ ولذا أخرجه مسلم في صحيحه.
• وممن رواه أيضًا من أهل البصرة عن ابن سيرين موقوفًا:
عبد الله بن عون [أبو عون البصري، ثقة ثبت، من أثبت أصحاب ابن سيرين]، عن محمد، عن أبي هريرة، قال: "لا يزال أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه"، وقال: "لا تزال الملائكة يدعون لأحدكم ما دام في مصلاه، ما لم يحدث، اللهم اغفر له، اللهم ارحمه".
أخرجه النسائي في الكبرى (١٠/ ٤١٤/ ١١٨٨٣)(١٤٤٧٦ - تحفة)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٥٤/ ٤٠٧٣)، وأبو جعفر بن البختري في الجزء الحادي عشر من فوائده (٣٧ و ٣٨)(٥٣٣ و ٥٣٤ - مجموع مصنفاته).
هكذا رواه عن ابن عون به موقوفًا: النضر بن شميل، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعبد الوهاب بن عطاء [وهم: ثقات]. وهو: المحفوظ عن ابن عون، ويقال فيه مثل ما قيل في ما يوقفه ابن سيرين عن أبي هريرة.
وممن وهم في رفعه من طريق ابن عون:
أبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي [صدوق له أغلاط. التقريب (٣٨٩)]: ثنا أزهر بن سعد السمان [بصري، ثقة]: ثنا ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة،