للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: نعم؛ هي ثابتة عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن أيوب؛ تتابع على إثباتها ثقتان حافظان، وتابع سليمان بن حرب عليها: سليمان بن داود العتكي؛ فهي ثابتة عن حماد بن زيد، وكان الشك يقع منه في إثبات هذه الزيادة -كما في رواية الدارمي-، فلم يكن متيقنًا من ثبوتها؛ ومع كون حماد بن زيد: أثبتَ الناس في أيوب السختياني؛ إلا أن هذه الزيادة: شاذة، أخطأ فيها حماد؛ ولذلك فإن البخاري قد حذفها عمدًا، وعدل مسلم عنها إلى رواية ابن علية السالمة من هذه العلة، وأعلها أبو داود نفسه:

***

قال أبو داود: رواه إسماعيل وعبد الوارث، عن أيوب، عن نافع:

ومالك وعبيد اللَّه وموسى بن عقبة، عن نافع: نحو حماد؛ إلا أنه لم يذكروا الزعفران.

ورواه معمر عن أيوب، وأثبت الزعفران فيه. وذكر يحيى بن سليم عن عبيد اللَّه عن نافع: الخلوق.

قلت: تابع حماد بن زيد على هذه الزيادة:

معمر بن راشد [ثقة في الزهري وابن طاووس، وحديثه عن أهل البصرة فيه ضعف، وهذا منه. انظر: تاريخ دمشق (٥٩/ ٤١٤)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٧٤)]، رواه عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حتَّها بيده -يعني: النخامة، أو: البزاق-، ثم لطخها بالزعفران، دعا به، قال: فلذلك صُنع الزعفران في المساجد.

أخرجه ابن خزيمة (٢/ ٢٧٠/ ١٢٩٥) بإسناد صحيح إلى معمر، وانظر: مصنف عبد الرزاق (١/ ٤٣١/ ١٦٨٣).

• خالفهما: إسماعيل بن علية، وعبد الوارث بن عبد الصمد [ثقتان ثبتان، وهما أثبت أصحاب أيوب بعد حماد بن زيد، بل رجحت طائفةٌ ابنَ علية على حماد بن زيد. انظر: شرح العلل (٢/ ٧٠٠)]، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي [ثقة]، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي [ليس به بأس]: رووه عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في قبلة المسجد، فقام فحكَّها -أو قال: فحتَّها- بيده، ثم أقبل على الناس، فتغيَّظ عليهم، وقال: "إن الله عز وجل قِبَلَ وجه أحدكم في صلاته؛ فلا يتنخَّمَنَّ أحدٌ منكم قِبَلَ وجهه في صلاته". لفظ ابن علية.

أخرجه مسلم (٥٤٧/ ٥١)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ١٥١/ ١٢٠٤)، وابن خزيمة (٢/ ٦٢/ ٩٢٣)، وأحمد (٢/ ٦ و ١٤١)، وابن أبي شيبة (٢/ ١٤٣/ ٧٤٦٢)، وابن شبة في أخبار المدينة (٥٠)، والبزار (١٢/ ١٣٥/ ٥٧٠٧)، وعلقه أبو داود.

هكذا رووه بدون ذكر اللطخ بالزعفران، وقولهم هو الصواب، لا سيما وقد تردد فيه حماد فرواه بالشك.

<<  <  ج: ص:  >  >>