فرواه مهدي بن ميمون، عن واصل، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدئلي، عن أبي ذر.
وخالفه: هشام بن حسان، وحماد بن زيد: فروياه عن واصل، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي ذر، لم يذكرا فيه أبا الأسود.
وقول مهدي بن ميمون: أصح؛ لأنه زاد عليهما، وهو ثقة حافظ".
• قال القرطبي في المفهم (٢/ ١٦١): "فلم يثبت لها حكم السيئة لمجرد إيقاعها في المسجد، بل بذلك وببقائها غير مدفونة".
• ومما روي في هذا الباب أيضًا، ولم يخرجه الشيخان أو أحدهما:
١ - عن حذيفة:
وله أسانيد عنه، أحدها: اختلف في رفعه ووقفه، والوقف أرجح، والثاني والثالث: جيدان:
أخرجها: ابن ماجه (١٠٢٣)، وابن خزيمة (٢/ ٦٢/ ٩٢٤)، وعبد الرزاق (١/ ٤٣٢/ ١٦٨٩)، وابن أبي شيبة (٢/ ١٤٢/ ٧٤٥٤ و ٧٤٥٥)، والبزار (٧/ ٣٠٧/ ٢٩٠٤)، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (١٢٢)، وابن عبد البر في التمهيد (١٤/ ١٥٨ - ١٥٩)، والخطيب في تاريخ بغداد (٨/ ٤٥٨).
٢ - عن أبي أمامة:
أخرجه الروياني (١١٨٩)، والطبراني في الكبير (٨/ ١٩٩/ ٧٨٠٨).
بإسناد واهٍ جدًّا، مسلسل بالضعفاء، وفي متنه نكارة.
٣ - عن أبي بن كعب:
أخرجه ابن شبة في أخبار المدينة (٦٠)، بإسناد ضعيف، فيه ليث بن أبي سليم، وهو: ضعيف لاختلاطه وعدم تميز حديثه.
٤ - عن العباس مولى بني هاشم:
انظر: السير (١٣/ ٢٣٩)، الإصابة (٣/ ٦٣٥) وعزاه لابن منده. وفي الإسناد إليه ضعف.
٥ - عن رجل من أهل الشام يقال له: عبد الله:
أخرجه عبد الرزاق (١/ ٤٣٣/ ١٦٩٠)، وأراه مرسلًا.
• ومن فوائد أحاديث الباب:
١ - دلت الأحاديث على تحريم البصق في المسجد؛ لمن لم يدفنها، وذلك لحديث أنس: "البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها"، ولحديث أبي ذر: "ووجدت في مساوئ أعمالها: النخاعةَ تكونُ في المسجد لا تدفنُ"، ولعموم النهي في الأحاديث المتقدمة، ولغضبه - صلى الله عليه وسلم -، وتغيُّظه على الناس، ولحكه - صلى الله عليه وسلم - لها بيده الشريفة، أو بحصاة، أو بالعرجون، ثم تغييره - صلى الله عليه وسلم - لها باللطخ بالخلوق، ولعموم الأمر بتنظيف المساجد وتطييبها.