للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النِّشدة، فقال حبرهم: أما إذا نشدتهم؛ فإنا نجد في التوراة الرجم على من أحصن، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فما أول ما ترخصتم به أمر الله؟ " فقال: زنا رجلٌ منا ذو قرابة بملك من ملوكنا، فأخَّر عنه الرجم، فزنا بعده آخر في أسرةٍ من الناس، فأراد ذلك الملك أن يرجمه، فقام قومه دونه، فقالوا: لا والله! لا ترجمه حتى ترجم فلانًا -ابن عمه-، فاصطلحوا بينهم على هذه العقوبة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإني أحكم بما في التوراة" فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهما فرجما.

قال الزهري: وبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا} [المائدة: ٤٤].

أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٤/ ٥٧٣/ ١١٩٢٨)، والبيهقي في الدلائل (٦/ ٢٦٩) بإسنادين صحيحين إلى ابن المبارك.

• تابع معمرًا على روايته عن الزهري:

يونس بن يزيد الأيلي، وعُقيل بن خالد، ومحمد بن إسحاق [وصرح بسماعه من الزهري]: رووه عن الزهري به، قال يونس وعقيل في روايتهما: أن ابن شهاب سمع رجلًا من مزينة ممَّن يتبع العلمَ وَيعِيَه.

ذكروه بدون موضع الشاهد؛ فلم يذكروا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان جالسًا في المسجد، وإنما ذكروا مجيء اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مجردًا عن ذكر الموضع الذي جاؤوه فيه.

ورواية يونس وعقيل هي بنحو رواية معمر، لكن ابن إسحاق زاد فيه بعض الزيادات التي أخذها عن بني إسرائيل فأدرجها في حديث ابن شهاب.

ولفظ حديث ابن إسحاق بتمامه:

أن أبا هريرة حدثهم: أن أحبار يهود اجتمعوا في بيت المدراس حين قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وقد زنى رجل منهم بعد إحصانه بامرأةٍ من يهود قد أحصنت، فقالوا: انطلقوا بهذا الرجل وبهذه المرأة إلى محمد؛ فاسألوه كيف الحكم فيهما، فولوه الحكم عليهما، فإن عمل فيهما بعملكم من التجبيه -وهو الجلد بحبل من ليف مطليٍّ بقار، ثم تُسوَّد وجوههما، ثم يحملان على حمارين، وتحول وجوههما من قبل دُبُر الحمار- فاتبعوه فإنما هو ملك، وإن هو حكم فيهما بالرجم [وفي رواية: فإنه نبي]؛ فاحذروه على ما في أيديكم أن يسلبكموه.

فأتوه فقالوا: يا محمد! هذا الرجل قد زنى بعد إحصانه بامرأةٍ قد أحصنت، فاحكم فيهما، فقد وليناك الحكم فيهما. فمشى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى أحبارهم في بيت المدراس، فقال: "يا معشر اليهود! أَخرِجوا إليَّ أعلمَكم" فأخرجوا إليه عبد الله بن صوريا الأعور.

وقد روى بعض بني قريظة [وفي رواية: وقد حدثني بعض بني قريظة]: أنهم أخرجوا إليه يومئذٍ مع ابن صوريا: أبا ياسر بن أخطب، ووهب بن يهوذا، فقالوا: هؤلاء علماؤنا،

<<  <  ج: ص:  >  >>