للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أيام-، وصام يوم عاشوراء، ثم إن الله - عز وجل - فرض عليه الصيام، فأنزل الله - عز وجل -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} إلى هذه الآية: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة:١٨٣, ١٨٤] قال: فكان من شاء صام، ومن شاء أطعم مسكينًا، فأجزأ ذلك عنه.

قال: ثم إن الله - عز وجل - أنزل الآية الأخرى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} إلى قوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: ١٨٥] قال: فأثبت الله صيامَه على المقيم الصحيح، ورخص فيه للمريض والمسافر، وثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام، فهذان حولان.

قال: وكانوا يأكلون ويشربون، ويأتون النساء، ما لم يناموا، فإذا ناموا امتنعوا، قال: ثم إن رجلًا من الأنصار، يقال له: صِرْمَة، ظل يعمل صائمًا حتى أمسى، فجاء إلى أهله فصلى العشاء، ثم نام، فلم يأكلْ ولم يشربْ حتى أصبح، فاصبح صائمًا، قال: فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد جهد جهدًا شديدًا، قال: "ما لي أراك قد جهدتَ جهدًا شديدًا؟ " قال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! إني عملتُ أمس، فجئتُ حين جئتُ فألقيتُ نفسي فنمتُ، وأصبحتُ حين أصبحتُ صائمًا، قال: وكان عمر قد أصاب من النساء من جاريةٍ -أو: من حُرَّةٍ- بعد ما نام، وأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فأنزل الله - عز وجل -: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} إلى قَوْلِهِ: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: ١٨٧].

وقال يزيد: فصام تسعةَ عشرَ شهرًا من ربيع الأول إلى رمضان.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، هكذا قال، وغفل عن علته، وبيَّنَها غيره. قال ابن خزيمة (١/ ٢٠٠): "هذا خبر العراقيين الذين احتجوا به عن عبد الله بن زيد في تثنية الأذان والإقامة، وفي أسانيدهم من التخليط ما بينته، وعبد الرحمن بن أبي ليلى: لم يسمع من معاذ بن جبل، ولا من عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأذان، فغير جايز أن يحتج بخبر غير ثابت على أخبار ثابتة"، وأسنده إليه البيهقي (١/ ٤٢١).

وقال ابن حبان في المجروحين (٢/ ٥٠) (٢/ ١٤ - ط حمدي السلفي): "وهذا خبر باطل مقلوب من أوله إلى آخره، ليس لمعاذ بن جبل في هذا الخبر ذكر، والخبر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسل، أسنده ابن أبي ليلى عن عمرو بن مرة، وليس لفظه هكذا، إنما الخبر في قصة عبد الله بن زيد: الأذان مثنى مثنى، والإقامة واحدة، من حديث محمد بن عبد الله بن زيد أبن عبد ربه، عن أبيه، وسعيد بن المسيب عن عبد الله بن زيد".

وقال البيهقي (١/ ٣٩١): "عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك معاذًا؛ فهو مرسل".

وقال (١/ ٤٢١): "والحديث مع الاختلاف في إسناده: مرسل؛ لأن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك معاذًا، ولا عبد الله بن زيد، ولم يسم من حدثه عنهما، ولا عن

<<  <  ج: ص:  >  >>