ثنا مبارك بن فضالة، عن عبد الغفار بن ميسرة، عن رجل، عن زياد الصدائي، ... فذكره مختصرًا: "إنما يقيم من أذن".
وفي هذه الطريق ذكر الرجل المبهم بين الصدائي وعبد الغفار، وأيوب بن سليمان: الأقرب عندي أنه الحبطي البصري، وليس بالمشهور، ذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ١٢٨)، وترجم له الخطيب في المتفق والمفترق (١/ ٤٦١/ ٢١١)، ومن دونه فلم أهتد إليه.
• والحاصل: أن حديث الصدائي لا يصح، وليس له شواهد معتبرة:
فقد روى سعيد بن راشد المازني السماك: ثنا عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في مسير له، فحضرت الصلاة، فنزل القوم فطلبوا بلالًا، فلم يجدوه، فقام رجل فأذن، ثم جاء بلالٌ، فقال القوم: إن رجلًا قد أذن، فمكث القوم هونًا، ثم إن بلالًا أراد أن يقيم، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مهلًا يا بلال، فإنما يقيم من أذن".
أخرجه عبد بن حميد (٨١١)، وعباس الدوري في تاريخ ابن معين (٤/ ٩٠/ ٣٢٩٥)، وأبو أمية الطرسوسي في مسند ابن عمر (٢٥)، والعقيلي في الضعفاء (٢/ ١٠٥)، وابن حبان في المجروحين (١/ ٣٢٤)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٤٣٥/ ١٣٥٩٠)، وابن عدي في الكامل (٣/ ٣٨١)، وأبو الشيخ في الأذان (٣/ ٤٠٨ - البدر المنير) (١/ ٢٠٩/ ٣٠٨ - التلخيص)، وابن شاهين في الناسخ (١٦٦)، والبيهقي (١/ ٣٩٩)، والخطيب في الأسماء المبهمة (٨٥).
قال ابن معين: "وسعيد السماك الذي يروي: "من أذن فهو يقيم" ليس بشيء" [تاريخ الدوري (٤/ ٨٩/ ٣٢٩٤)].
وقال أبو حاتم: "هذا حديث منكر، وسعيد: ضعيف الحديث" وقال مرة: "متروك الحديث" [علل الحديث لابن أبي حاتم (١/ ١٢٢/ ٣٣٦)].
وقال أبو زرعة لما سئل عن حديث الصدائي وابن عمر: "لا ذا ولا ذاك" [سؤالات البرذعي (٥١٧)].
وقال الفسوي في المعرفة (٢/ ٧٤) في سعيد السماك بعد حديثه هذا: "وهو ضعيف، ليس حديثه بشيء".
وقال العقيلي: "وقد رُوي هذا المتن بغير هذا الإسناد من وجه صالح" يريد حديث الأفريقي، فهو وإن كان ضعيفًا إلا أنه أصلح من السماك هذا، ويصلح حديثه في الشواهد، بخلاف السماك.
وقال ابن حبان في المجروحين: "ينفرد عن الثقات بالمعضلات، وهو الذي يروي عن عطاء عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أذن فهو يقيم"".
وقال ابن عدي: "ولسعيد بن راشد غير ما ذكرت من الحديث شيء يسير، وراوياته عن عطاء وابن سيرين وغيرهما: لا يتابعه أحد عليه".
وقال البيهقي: "تفرد به سعيد بن راشد، وهو: ضعيف".