للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبإسناده: حدثنا سفيان: حدثني من سمعه من عون، أنَّه كان يدور، ويضع يديه في أذنيه.

قال البيهقي: "وهذه رواية الحجاج بن أرطاة".

ومنها: أن الثوري نفسه قد جزم بأنه لم يسمع هذه الزيادة من عون، وإنما كان حجاج يذكرها عن عون، فقد روى الطبراني في الكبير (٢٢/ ١٠٥/ ٢٦١) بإسناد صحيح إلى يحيى بن آدم [ثقة حافظ]، عن سفيان، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: رأيت بلالًا أذَّن، فاتتبع فاه ههنا وههنا، - والتفت سفيان يمينًا وشمالًا -.

قال يحيى: قال سفيان: كان حجاج يذكره عن عون، أنَّه قال: واستدار في أذانه، فلما لقينا عونًا لم يذكر فيه: استدار.

ورواه بنحوه: الحافظ العراقي فيما يرويه بإسناده من حديث بدر بن الهيثم القاضي (١٥)، من طريق يحيى بن آدم به.

فثبت بذلك أن هذه الزيادة لا تصح من حديث الثوري عن عون، وإنما كان الثوري يرويها عن عون بواسطة حجاج بن أرطأة، وليس بالقوي؛ فأدرجها بعضهم في حديث سفيان.

ولعدم ثبوت هذه الزيادة علقها البخاري في صحيحه [١٠ - كتاب الأذان، ١٩ - باب هل يتتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهنا؟ ... قبل الحديث رقم (٦٣٤)، بصيغة التمريض، فقال: "ويُذكَر عن بلال: أنَّه جعل إصبعيه في أذنيه" ثم أتبعه بصيغة الجزم ما ثبت من فعل ابن عمر، فقال: "وكان ابن عمر لا يجعل إصبعيه في أذنيه".

قال ابن رجب في الفتح (٣/ ٥٥٣) معللًا هذه الزيادة: "ولهذا لم يخرجها البخاري مسندة، ولم يخرجها مسلم أيضًا، وعلَّقها البخاري بصيغة التمريض، وهذا من دقة نظره، ومبالغته في البحث عن العلل، والتنقيب عنها، - رضي الله عنه - ".

وقال في موضع آخر (٣/ ٥٥٨) في حكم جعل الإصبعين في الأذن: "ظاهر كلام البخاري: يدل على أنَّه غير مستحب؛ لأنَّه حكى تركه عن ابن عمر، وأما الحديث المرفوع فيه فعلقه بغير صيغة الجزم، فكأنه لم يثبت عنده".

وكذلك نفى الإمام أحمد ثبوت هذه اللفظة في الحديث، قال ابن رجب في الفتح (٣/ ٥٦٠): "قال أبو طالب: قلت لأحمد: يُدخل إصبعيه في الأذن؟ قال: ليس هذا في الحديث".

قال ابن رجب: "وهذا يدل على أن رواية عبد الرزاق عن سفيان: التي خرجها في مسنده، والترمذي في جامعه: غير محفوظة، ... ".

وانظر أيضًا: التاريخ الكبير (٧/ ١٥)، التغليق (٢/ ٢٧١).

٢ - شعبة، عن عون بن أبي جحيفة، قال: سمعت أبي، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم بالبطحاء - وبين يديه عَنَزَة - الظهرَ ركعتين والعصرَ ركعتين، يمر بين يديه [وفي رواية: خلف العنَزَة] المرأة والحمارُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>