للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الدارقطني: "هذا مرسل".

قلت: وهو أولى من حديث حماد الموصول، وقد اتفق الأئمة الحفاظ على توهيم حماد بن سلمة في هذا الحديث:

فقد أنكره الإمام أحمد على حماد [الفتح لابن رجب (٣/ ٥١٢)].

وقال علي بن المديني: "حديث حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، هو: غير محفوظ، وأخطأ فيه حماد بن سلمة"، وقال أيضًا: "أخطأ حماد في هذا الحديث، والصحيح: حديث عبيد الله -يعني: عن نافع-، وحديث الزهري عن سالم"، وقال أيضًا: "هو عندي خطأ؛ لم يتابع حماد بن سلمة على هذا" [جامع الترمذي (٢٠٣)، مختصر الأحكام (٢/ ٢٥)، السنن الكبرى للبيهقي (١/ ٣٨٣)، المعرفة له (١/ ٤١٤)].

وقال أبو حاتم في العلل (١/ ١١٤ / ٣٠٨): "ولا أعلم روى هذا الحديث: عن أيوب عن نافع عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن بلالًا أذن قبل الصبح، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ارجع فنادِ: إن العبد نام"؛ إلا حماد بن سلمة، وشيئًا حدثنا عمر بن علي الإسْفَذَني، قال: حدثنا ابن أبي محذورة، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قال: والصحيح: عن نافع، عن ابن عمر: أن عمر أمر مسروحًا - أذَّن قبل الفجر - فأمره أن يرجع، وفي بعض الأحاديث: أن بلالًا أذَّن قبل الفجر.

فلو صح هذا الحديث؛ لدفعه حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، والقاسم بن محمد، عن عائشة: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "إن بلالًا يؤذِّن بليل، فكلوا واشربوا حتَّى يؤذِّن ابن أم مكتوم"، فقد جوَّز النبي - صلى الله عليه وسلم - الأذان قبل الفجر، مع أن حديث حماد بن سلمة خطأ.

قيل له: فحديث ابن أبي محذورة؟ قال: ابن أبي محذورة: شيخ".

وقال الشافعي: "رأينا أهل الحديث من أهل العراق لا يثبتون هذا الحديث، ويزعمون أنها ضعيفة، لا يقوم بمثلها حجة على الانفراد" [الفتح لابن رجب (٣/ ٥١٢)].

وقال محمد بن يحيى الذهلي: "حديث حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن بلالًا أذن قبل طلوع الفجر: شاذ، غير واقع على القلب، وهو خلاف ما رواه الناس عن ابن عمر" [السنن الكبرى للبيهقي (١/ ٣٨٣)].

وقال أبو بكر الأثرم: "هذا الحديث خطأ معروف من خطأ حماد بن سلمة" [الفتح لابن رجب (٥/ ٥١٣)، شرح سنن ابن ماجة لمغلطاي (٤/ ١١٦٤)].

وقال أبو داود: "وهذا الحديث لم يروه عن أيوب إلا حماد بن سلمة"، وقال في قصة مسروح مع عمر: "وهذا أصح من ذلك".

وقال الترمذي في الجامع بعد الحديث رقم (٢٠٣): "هذا حديث غير محفوظ،

<<  <  ج: ص:  >  >>