للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والصحيح: ما روى عبيد الله بن عمر، وغيره، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن بلالًا يؤذِّن بِلَيْل؛ فكلوا واشربوا حتَّى يؤذِّن ابن أم مكتوم".

قال: وروى عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع: أن مؤذنًا لعمر أذَّن بِلَيْل، فأمره عمر أن يعيد الأذان، وهذا: لا يصح أيضًا؛ لأنَّه عن نافع عن عمر: منقطع؛ ولعل حماد بن سلمة أراد هذا الحديث، والصحيح: رواية عبيد الله وغير واحد: عن نافع عن ابن عمر، والزهري عن سالم عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن بلالًا يؤذِّن بِلَيْل".

قال أبو عيسى: ولو كان حديث حماد صحيحًا لم يكن لهذا الحديث معنى؛ إذ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن بلالًا يؤذِّن بِلَيْل"، فإنما أمرهم فيما يُستقبَل، فقال: "إن بلالًا يؤذِّن بِلَيْل"، ولو أنَّه أمره بإعادة الأذان حين أذَّن قبل طلوع الفجر، لم يقل: "إن بلالًا يؤذِّن بِلَيْل"، ... " ثم احتج بقول ابن المديني، ونقله أبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٢/ ٢٤).

وقال الدارقطني في السنن: "تابعه سعيد بن زربي - وكان ضعيفًا - عن أيوب"، وقال في العلل (١٢/ ٣٣٩ / ٢٧٦٩): "والمرسل أصح"، وقال في موضع آخر من العلل (١٣/ ٢٣/ ٢٩١١): "والصحيح: عن نافع، عن ابن عمر: أن مسروحًا - مولى عمر - أذن، وقال له عمر ... : غير مرفوع. وكذلك قال عبيد الله بن عمر عن نافع".

وقال البيهقي: جهذا حديث تفرد بوصله: حماد بن سلمة عن أيوب، ورُوي أيضًا عن سعيد بن زربي عن أيوب، إلا أن سعيدًا: ضعيف؛ ورواية حماد منفردة، وحديث عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أصح منها، ومعه: رواية الزهري عن سالم عن أبيه ... ".

ثم قال البيهقي: "وقد رواه معمر بن راشد عن أيوب قال: أذن بلال مرة بليل ... فذكره مرسلًا. وروي عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع، موصولًا، وهو: ضعيف لا يصح".

وقال في المعرفة (١/ ٤١٤): "حماد بن سلمة: ساء حفظه في آخر عمره، فلا يقبل منه ما يخالفه فيه الحفاظ، وقد خالفه: معمر فرواه عن أيوب، قال: أذن بلال مرة بليل ... ، فذكره مرسلًا، وخالفه: عبيد الله بن عمر فروى عن نافع عن ابن عمر: أذان بلال بالليل، كما رواه الزهري عن سالم عن أبيه عبد الله بن عمر، وكما رواه عبد الله بن دينار عن ابن عمر، وإنما الرواية عن نافع ما أخبرنا ... "، فذكر حديث شعيب بن حرب الآتي.

وقال في الخلافيات (١/ ٤٦٣): "وقد تابعه: سعيد بن زربي، وهو: ضعيف؛ فأما حماد بن سلمة: فإنه أحد أئمة المسلمين، حتَّى قال أحمد بن حنبل: إذا رأيتَ الرجلَ يغمز حماد بن سلمة فاتهمه، فإنه كان شديدًا على أهل البدع، إلا أنَّه لما طعن في السن ساء حفظه، ولذلك ترك البخاري الاحتجاج بحديثه، وأما مسلم فإنه اجتهد في أمره، وأخرج

<<  <  ج: ص:  >  >>