تاريخ بغداد (٩/ ١٢٦)، تاريخ الإسلام (١٦/ ١٧١)، ذيل الميزان (٤١٦)، اللسان (٤/ ٣٣): نا أبو يوسف القاضي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أَنس: أن بلالًا أذن قبل الفجر، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعود؛ فينادي: إن العبد نام، ففعل، وقال: ليت بلالًا لم تلده أمه، وابتلَّ من نضح دم جبينه.
أخرجه الدارقطني (١/ ٢٤٥)، قال: نا العباس به. ومن طريقه: ابن الجوزي في التحقيق (٣٧٧)، وفي العلل المتناهية (١/ ٣٩٤/ ٦٦٣).
قال الدارقطني:"تفرد به أبو يوسف عن سعيد، وغيره يرسله عن سعيد عن قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
قلت: إسناد الدارقطني إلى أبي يوسف: لا يصح، وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي: صدوق، كثير الخطأ [اللسان (٨/ ٥١٨)، الجرح والتعديل (٩/ ٢٠١)] [وانظر في أوهامه مما تقدم معنا: الأحاديث (٣٠٠ و ٤٤٠)]، وهو كوفي، سكن بغداد، فأين هو من أصحاب ابن أبي عروبة الثقات البصريين وغيرهم المكثرين عنه، ولو تفرد به عنه مطلقًا، لكان في تفرده عنه دون أصحابه نظر؛ فكيف وقد خالفه فيه أحد أصحاب ابن أبي عروبة المكثرين عنه:
خالفه: عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: أن بلالًا أذَّن ... ، ولم يذكر أنسًا.
وهو كما قالا؛ والخفاف: كان صدوقًا، عالمًا بحديث ابن أبي عروبة، ومن أروى الناس عنه، وهو وإن كان ممن روى عن ابن أبي عروبة في الصحة والاختلاط؛ فلم يميز بينهما، إلا أنَّه من أصحابه المكثرين عنه، بخلاف أبي يوسف [انظر: الكواكب النيرات (٢٥)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٤٣)].
• وله إسناد آخر عن أَنس:
يرويه: محمد بن القاسم الأسدي: ثنا الربيع بن صَبِيح، عن الحسن [وفي رواية: وابن سيرين]، عن أَنس بن مالك، قال: أذن بلال قبل الفجر، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرجع فيقول: ألا إن العبد نام، فرقى بلال، وهو يقول: ليت بلالًا ثكلته أمه، وابتل من نضح دم جبينه، [زاد في رواية: يردِّدُها حتَّى صعد، ثم قال: ألا إن العبد نام، مرتين، ثم أذن حين أضاء الفجر].
أخرجه البزار (١٣/ ٢٠٢/ ٦٦٦٧)، والدارقطني (١/ ٢٤٥)، ومن طريقه: ابن الجوزي في التحقيق (٣٧٨)، وفي العلل المتناهية (١/ ٣٩٤/ ٦٦٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٠/ ٤٦٧).
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحسن عن أَنس: إلا محمد بن