القاسم، وقد تقدم ذكرنا له، تفرد به أنس"، وكان البزار قد روى حديثًا قبل هذا بنفس الإسناد (٦٦٦٦)، ثم قال: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحسن عن أَنس إلا الربيع بن صبيح، ولا رواه عن الربيع إلا محمد بن القاسم، ومحمد بن القاسم: كوفي، صاحب سنة، روى عنه ابن المبارك حديثًا، وليس هو بالقوي، وقد احتمل حديثه، وتفرد به أَنس".
وقال الدارقطني: "محمد بن القاسم الأسدي: ضعيف جدًّا".
قلت: محمد بن القاسم الأسدي هذا: ضعفوه، وكذَّبه أحمد والدارقطني، وساق له ابن حبان بهذا الإسناد حديثًا منكرًا [المجروحين (٢/ ٢٨٨)، التهذيب (٣/ ٦٧٨)، الميزان (٤/ ١١)]، والربيع بن صبيح: ليس بالقوي [انظر: التهذيب (١/ ٥٩٣)، الميزان (٢/ ٤١)، تقدم ذكره في الحديث رقم (٣٥٤ و ٥٢٠)].
• وإنما يُروى هذا عن الحسن مرسلًا، ولا يصح عنه أيضًا:
أ - قال أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (١/ ٢٠١ / ٢٣٠٧): نا أبو خالد، عن أشعث، عن الحسن، قال: أذن بلالٌ بليلٍ، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينادي: ألا إن العبد نام، فرجع فنادى: العبد نام، وهو يقول: ليت بلالًا لم تلده أمه، وابتل من نضح دم جبينه. قال: وبلغنا أنَّه أمره أن يعيد الأذان.
أبو خالد هو: سليمان بن حيان، وهو: صدوق يخطئ، وأشعث هو: ابن سوار، وهو: ضعيف.
ب - وقال القاسم بن ثابت السرقسطي في كتابه "الدلائل في غريب الحديث" (٢/ ٧٥٨/ ٤٠٨): وأخبرنا محمد بن علي، قال: نا سعيد بن منصور، قال: نا أبو معاوية، قال: نا أبو سفيان السعدي، عن الحسن، قال: كان إذا سمع المؤذن يؤذن بليل، قال: علوج تباري الديوك تباريًا، كلما طرب ديك طربوا، وهل كان الأذان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بعد ما يطلع الفجر، أذن بلال مرةً، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصعد فنادى: إن العبد قد نام وإسناده صحيح إلى أبي سفيان السعدي، طريف بن شهاب، وهو: متروك، ليس بشيء [التهذيب (٢/ ٢٣٦)، الميزان (٢/ ٣٣٦)].
ج - ورُوي بإسناد مظلم إلى الحسن:
أخرجه ابن المقرئ في المعجم (٦٦٤)، بإسناده [وفيه من لا يُعرف] إلى عمرو، عن الحسن، بنحوه مختصرًا.
وعمرو هذا أظنه: ابن عبيد بن باب: متروك، متهم، كان يكذب على الحسن، وكان رأسًا في بدعة الاعتزال والقدر.
والحاصل: أنَّه لا يصح فيه شيء عن الحسن البصري، موصولًا ولا مرسلًا.
• وروى ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب (٢/ ١٠٠٠)، بإسنادٍ رجاله لا بأس بهم، وفيهم من فيه تساهل، ومن فيه جهالة، إلى أحمد بن عبد الله بن يونس [ثقة حافظ]، قال: حدثنا أبو معاوية [محمد بن خازم الضرير: ثقة ثبت في الأعمش، يهم في