وعليه: فإن يزيد بن يزيد هذا هو ابن جابر الأزدي الشامي، بغير شك، وهو: ثقة.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن يزيد بن يزيد إلا أبو مليح الرقي".
قلت: أبو المليح الرقي، الحسن بن عمر، أو: عمرو: ثقة، لكن يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي الشامي، وإن كان ثقة، إلا أنَّه قد زاد في هذا الحديث لفظة لم يتابع عليها، حيث قال: "ليست بهم علَّةٌ".
وهذه لفظة شاذة في هذا الحديث؛ تفرد بها أحد الغرباء عن أهل الرقة، فقد رواه عن يزيد بن الأصم الرقي: بلديُّه، وأحد الأثبات فيه: جعفر بن برقان الرقي، وهو وإن ضُعِّف في الزهري؛ إلا أنَّه ثقة ثبت في يريد بن الأصم، ضابط لحديثه، حديثه عنه ثابت صحيح، قاله أحمد ومسلم والدارقطني [التهذيب (١/ ٣٠١)، سؤالات الميموني (٣٥٥)، التمييز (٢١٨)، سؤالات البرقاني (٨١)].
• رواه جعفر بن بُرْقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد هممتُ أن آمُرَ بالصلاة فتقام، ثم أخرجَ بفتيان معهم حُزَم حطب؛ فأحرق على قوم بيوتهم؛ يسمعون النداء ثم لا يأتون الصلاة".
أخرجه مسلم (٦٥١/ ٢٥٣)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٢٤٨/ ١٤٥٧)، والترمذي (٢١٧)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام" (٢/ ٤٥/ ٢٠١)، وأحمد (٢/ ٤٧٢ و ٥٣٩)، وإسحاق بن راهويه (١/ ٣٢٦ و ٣٢٧/ ٣١٠ و ٣١١ و ٣١٢)، والبزار (١٦/ ٢٢٣ / ٩٣٧٩)، والسراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٩٩٩ و ١٠٠٠)، والبيهقي (٣/ ٥٥)، وابن عبد البر في الاستذكار (٢/ ١٤٠)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٣/ ٥٩).
رواه عن جعفر بن برقان هكذا: جمع من الثقات، بعضهم حفاظ، مثل: وكيع بن الجراح، وأبي نعيم الفضل بن دكين، والفضل بن موسى السيناني، وعمرو بن قيس الملائي، وعبد الله بن داود الخريبي، وكثير بن هشام الكلابي:
زاد كثير بن هشام: فقيل ليزيد بن الأصم: إلى جمعة؟ قال: ما سمعت أبا هريرة ذكر جمعةً ولا غيرها.
وقد توبع عليها كثير، في رواية ابن جابر المتقدمة.
قال الترمذي: "حديث أبي هريرة: حديث حسن صحيح".
• خالفهم فوهم: معمر بن راشد، فرواه عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لقد هممتُ أن آمرَ فتياني أن يجمعوا حزمًا من حطب، ثم أنطلق فأحرق على قوم بيوتهم؛ لا يشهدون الجمعة".
أخرجه عبد الرزاق (١/ ٥١٨/ ١٩٨٥)، ولم يذكر لفظه، بل أحال على لفظ ابن محرر الآتي، وليس فيه الجمعة. والبيهقي (٣/ ٥٦)، واللفظ له.
قال البيهقي: "كذا قال: "الجمعة"، وكذلك رُوي عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن