للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأما أئمة الحديث؛ فإن القول فيها عندهم: قول الجمهور الذين أرسلوه؛ لما يخشى من الوهم على هذا الواحد لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد"".

وفي كتاب العلل للخلال: "ثنا محمد بن الحسين: ثنا الفضل، قال: قلت لأحمد: شعبة عن عدي، فذكره، قال: أخطأ فيه هشيم مرة فرفعه، وهذا موقوف. قلت: كيف؟ قال: غندر وغيره لا يرفعه" [شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي (٤/ ١٣٥٢)، وهي طبعة عقيمة].

وقال ابن المنذر: "وقد روى هذا الحديث وكيع، وعبد الرحمن بن زياد، عن شعبة: موقوفًا على ابن عباس، غير مرفوع".

وقال الدارقطني: "رفعه هشيم، وقراد شيخ من البصريين [وفي نسخة: للبصريين] مجهول"، هكذا، ولعل الصواب فيه: رفعه هشيم، وقراد، وشيخ للبصريين مجهول، يعني بذلك الشيخ: داود بن الحكم، فإن الدارقطني يوثق قرادًا عبد الرحمن بن غزوان، والله أعلم.

وقال البيهقي في السنن: "ورواه الجماعة عن سعيد [يعني: ابن جبير، أو تكون تصحفت عن شعبة، وهو الأقرب] موقوفًا على ابن عباس.

ورواه مغراء العبدي عن عدي بن ثابت مرفوعًا. وروي عن أبي موسى الأشعري مسندًا وموقوفًا.

والموقوف أصح، والله أعلم".

وقال أيضًا بعد رواية هشيم: "تابعه قراد أبو نوح عن شعبة في رفعه، وقد مضى ذكره، وخالفهما غيرهما من الثقات".

وقال في المعرفة: "رفعه هشيم وقراد عن شعبة، ووقفه جماعة عن شعبة".

وقال ابن حجر في التلخيص (٢/ ٣٠): "وإسناده صحيح؛ لكن قال الحاكم: وقفه غندر وأكثر أصحاب شعبة".

وقال في الأمالي: "هذا حديث صحيح".

وانظر: المحرر (٣٦٢)، البلوغ (٣١٨) [قال في المحرر: "وإسناده على شرط مسلم، وقد أعل بالوقف"].

قلت: قد خالفهم من العقات ممن هم أثبت منهم في شعبة، وأكثر عددًا:

٢ - وكيع بن الجراح، وعلي بن الجعد، ووهب بن جرير، وحفص بن عمر الحوضي، وسليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، وغندر محمد بن جعفر، وأكثر أصحاب شعبة [كما قال الحاكم]:

فرووه عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: من سمع المنادي ثم لم يجب من غير عذر: فلا صلاة له.

وفي لفظ: من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له؛ إلا من عذر. هكذا موقوفًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>