قلت: أبو نجيح المكي هو يسار: ثقة، من الثالثة، لكن الراوي عنه: عبد الرحمن بن خضير الهلالي، وقيل: الهنائي، المكي، وقيل: البصري [تصحف اسم أبيه في بعض المصادر إلى حصين، أو حضير]: وثقه ابن معين، وضعفه الفلاس، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال الذهبي:"ضعفه الفلاس، ومشاه غيره، فوثقه يحيى"، ولا يصح أن وكيعًا قواه، إنما وثق شيخه أبا نجيح [تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ١١/ ٤٦٤) و (٣/ ٥٦٨/ ٢٧٨٩)، التاريخ الكبير (٥/ ٢٧٨)، الجرح والتعديل (٥/ ٢٣٠)، الضعفاء الكبير (٢/ ٣٢٨)، تصحيفات المحدثين (٢/ ٦١٦)، الإكمال (٢/ ٤٨٤)، توضيح المشتبه (٣/ ٢٦٨)، تاريخ الإسلام (٩/ ٤٨٠)، الميزان (٢/ ٥٥٧)، اللسان (٥/ ٩٩)].
٦ - عن أنس:
يرويه أبو القاسم علي بن يعقوب [علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن زامل أبو القاسم الهمداني الدمشقي المعروف بابن أبي العقب: ثقة مشهور. ذيل مولد العلماء (٢٤)، تاريخ دمشق (٤٣/ ٢٨٦)، تاريخ الإسلام (٢٦/ ٩٢)، السير (١٦/ ٣٨)]: ثنا أبو جعفر أحمد بن عمرو بن إسماعيل بن عمر الفارسي المقعد [نقل ابن عساكر توثيقه في ترجمته من تاريخ دمشق (٥/ ١٠٢)]: ثنا شيبان بن فروخ [الأُبُلِّي]: ثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له".
أخرجه تمام في الفوائد (١٢٩١)، قال: أخبرنا أبو القاسم به.
قلت: هذا إسناد غريب غريب، تفرد به عن أهل البصرة: الفارسي المقعد، وعنه: ابن أبي العقب الدمشقي، فكيف لا يشتهر مثل هذا الإسناد بين أصحاب حماد بن سلمة على كثرتهم، ثم لا يحمله عن أهل البصرة والأبلة [وهي من البصرة على أربعة فراسخ. الأنساب (١/ ٧٥)] سوى الغرباء من أهل فارس، ثم عنهم: أهل دمشق، ثم كيف لا يعرف المحدثون الحفاظ النقاد هذا الإسناد، كما سيأتي نقل كلامهم، وإنما يُعرف هذا الحديث من رواية:
محمد بن القاسم الأسدي، عن الفضل بن دلهم، عن الحسن، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثةً: رجلٌ أمَّ قومًا وهم له كارهون، وامرأةٌ باتت وزوجها عليها ساخط، ورجلٌ سمع حي على الفلاح ثم لم يجب.
أخرجه الترمذي (٣٥٨)، والبزار (١٣/ ٢٢٣/ ٦٧٠٧)، ابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٤٣٦/ ٧٤٤)، وفي الموضوعات (٢/ ٢٤).
قال الترمذي:"حديث أنس لا يصح؛ لأنه قد رُوي هذا الحديث عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل.
قال أبو عيسى: ومحمد بن القاسم تكلم فيه أحمد بن حنبل، وضعفه، وليس بالحافظ".