أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٠٣/ ٣٤٧٢).
وهذا مرسل، قال الإمام أحمد: "عبد الله بن شداد: لم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا" [مسائل صالح (٧٠٥)، تحفة التحصيل (١٧٨)].
فإن قيل: لا يثبت هذا عن شعبة، فقد تفرد به عنه: عبد الرحمن بن زياد الرصاصي.
فيقال: عبد الرحمن بن زياد الرصاصي، كان من أهل البصرة، ثم انتقل إلى مصر، وسكنها، لذا لم ينتشر حديثه عن شعبة عند أهل العراق: قال أبو حاتم: "صدوق"، وقال أبو زرعة: "لا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "ربما أخطأ"، وقال ابن يونس: "هو من أهل البصرة، قدم مصر، وحدث، وكان ثقة" [التاريخ الكبير (٥/ ٢٨٣)، الجرح والتعديل (٥/ ٢٣٥)، الثقات (٨/ ٣٧٤)، المتفق والمفترق (٣/ ١٤٩٢)، مغاني الأخيار (٢/ ٥٩٨)، اللسان (٥/ ١٠٢)]، وقال أحمد: "وكان قد سمع من شعبة حديثًا كثيرًا"، وكلام الأئمة على حديثه يدل على احتجاجهم به عند الاختلاف، وهو في رواياته يوافق أصحاب شعبة، ويشاركهم في حديثهم [انظر: العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٣١٣/ ٢٣٨٧)، علل ابن أبي حاتم (١٨٣ و ٢٦٩٥)، ضعفاء العقيلي (٤/ ٣٢٤) (٤/ ١٤٤٦ - ط الصميعي)، الكامل (٧/ ٦٨)، التهذيب (٤/ ٣٣٠)]، وشيخ الطحاوي أبو جعفر بن أبي عقيل المصري، قال ابن يونس: "كان فقيهًا فرضيًا ثقة" [الإكمال (٦/ ٢٣٦)، مغاني الأخيار (٢/ ٦٤٠)، التهذيب (٢/ ٥٩٩)].
وعليه: فهو ثابت عن شعبة، بدليل متابعة هشيم له عن حصين، والله أعلم.
فالمحفوظ من حديث ابن الهاد، إنما هو مرسل، كما رواه شعبة وهشيم، كلاهما عن حصين، عن عبد الله بن شداد: مرسلًا.
وقول شعبة وهشيم هو الصواب، فإنهما من أثبت أصحاب حصين، وسماعهما منه قديم، فإن حصينًا كان قد ساء حفظه، والذين وصلوه أدنى في الحفظ والضبط والمعرفة لحديث حصين من اللذين أرسلاه، والله أعلم.
• والحاصل: أن هذه الأسانيد الثلاثة:
عاصم، عن أبي رزين، عن [عمرو] ابن أم مكتوم.
وعمرو بن مرة، وعبد الرحمن بن عابس، عن ابن أبي ليلى: مرسلًا.
وحصين بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن شداد: مرسلًا.
تشهد لحديث أبي هريرة الآتي الذي رواه مسلم، واللّه أعلم.
٢ - أبو بكر يعقوب بن يوسف المطوعي: ثنا أبو داود المباركي: ثنا أبو شهاب الحناط، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن ابن أم مكتوم، قال: قلت يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! إن لي قائدًا لا يلاومني في هاتين الصلاتين، قال: "أي الصلاتين؟ " قلت: العشاء والصبح، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو يعلم القاعد عنهما ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا".
أخرجه البيهقي (٣/ ٥٨) بإسناد صحيح إلى أبي بكر المطوعي.