للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسيب بن رافع: روايته عن ابن أم مكتوم: مرسلة، فإنه لم يلق عليًّا، وقال ابن معين: "لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من البراء، وأبي إياس عامر بن عبدة" [المراسيل (٢٠٧)، جامع التحصيل (٢٨٠)، تحفة التحصيل (٣٠٤) وأبو شهاب الحناط هو: عبد ربه بن نافع الكناني الكوفي، وهو: صدوق يهم، وأبو داود سليمان بن داود المباركي: صدوق، وأبو بكر يعقوب بن يوسف بن أيوب المطوعي: قال الدارقطني: "ثقة فاضل مأمون" [سؤالات الحاكم (٢٤٥)، تاريخ بغداد (١٤/ ٢٨٩)، طبقات الحنابلة (٢/ ٥٥٩/ ٥٤٥)].

فهو منقطع، ومتنه غريب من حديث ابن أم مكتوم، والله أعلم.

٣ - قال ابن سعد في الطبقات (٤/ ٢٠٨): أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن زياد بن فياض، عن إبراهيم، قال: أتى عمرو بن أم مكتوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فشكا قائده، وقال: إن بيني وبين المسجد شجرًا، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تسمع الإقامة؟ " قال: نعم، فلم يرخص له.

وهذا مرسل بإسناد صحيح، وإبراهيم هو ابن يزيد النخعي الكوفي الفقيه، ومراسيله قد قواها بعض النقاد، مثل أحمد وابن معين [انظر: تاريخ ابن معين للدوري (٤/ ١٤/ ٢٨٩٩)، الاستذكار (٦/ ١٣٧)، وقال: "وأجمعوا أن مراسيل إبراهيم صحاح"، قلت: فيه مبالغة. وانظر أيضًا: (٨/ ١٣)، الكفاية (٣٨٦)، تاريخ دمشق (٢٥/ ٤١٩)، مجموع فتاوى شيخ الإسلام (٣١/ ٣٥٣)، شرح العلل (١/ ٥٤٢)، جامع التحصيل (٩٠)].

فإذا انضم هذا إلى إسناد عاصم المنقطع، ومرسل ابن أبي ليلى، ومرسل ابن الهاد [وهما من كبار التابعين، لا سيما ابن الهاد الذي وُلد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يسمع منه]: زادها قوة، وغلب على الظن أن الرجل الأعمى المبهم في حديث أبي هريرة الآتي إنما كان ابن أم مكتوم، والله أعلم.

• ولهذا الحديث شواهد منها:

١ - حديث أبي هريرة:

يرويه مروان بن معاوية الفزاري، وعبد الواحد بن زياد: ثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن عمه يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، قال: جاء أعمى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنه ليس لي قائد يقودني إلى الصلاة [وفي رواية مسلم: إلى المسجد]، فسأله أن يرخص له [فيصلي] في بيته، فأذن له، فلما ولَّى دعاه، فقال له: "هل تسمع النداء بالصلاة؟ " فقال له: نعم، قال: "فأجب".

أخرجه مسلم (٦٥٣)، وأبو عوانة (١/ ٣٥٢/ ١٢٦١)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ٢٤٩/ ١٤٥٩ و ١٤٦٠)، والنسائي في المجتبى (٢/ ١٠٩/ ٨٥٠)، وفي الكبرى (١/ ٤٤٧/ ٩٢٥)، وإسحاق بن راهويه (١/ ٣٢٧/ ٣١٣)، والبزار (١٦/ ٢٢٦/ ٩٣٨٣)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ١٣٣/ ١٨٩٣)، وابن حزم في المحلى (٤/ ١٨٩)، والبيهقي (٣/ ٥٧ و ٦٦)، والخطيب في المبهمات (٢١٣)، والسخاوي في البلدانيات (٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>