سمعه أبو إسحاق من عبد الله بن أبي بصير، ومن أبيه أبي بصير، وسمعه عبد الله بن أبي بصير من أبيه، ومن أُبي بن كعب.
ومن قال فيه: عن العيزار بن حريث؛ فقد وهم.
وعبد الله بن أبي بصير: لم يرو عنه سوى أبي إسحاق السبيعي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العجلي:"كوفي تابعي ثقة"، وقال الذهبي:"لا يعرف إلا برواية أبي إسحاق عنه" [معرفة الثقات (٨٥٨)، الثقات (٥/ ١٥)، الميزان (٢/ ٣٩٨)، التهذيب (٢/ ٣٠٩)].
وأبوه: أبو بصير: روى عنه: ابنه عبد الله، وأبو إسحاق، وذكره ابن حبان في الثقات [كنى البخاري (١٦)، الجرح التعديل (٩/ ٣٤٨)، الثقات (٥/ ٥٦٨)، فتح الباب (١٣٥٣)، التهذيب (٤/ ٤٨٦)].
وأبو إسحاق السبيعي الراوي عنهما، والذي عليه مدار الحديث: تابعي، من الطبقة الثالثة، ثقة، مكثر، واسع الرواية، كثير الشيوخ، يشبَّه بالزهري في كثرة الرواية واتساعه في الرجال، فلا غرو أن يروي عن رجال ينفرد بالرواية عنهم، لا سيما في زمانه زمن التابعين، وأبي بن كعب: شهد العقبة وبدرًا، قديم الوفاة؛ قيل: توفي في خلافة عمر، وقيل: في خلافة عثمان، قال ابن عبد البر في الاستيعاب (١/ ٦٩): "والأكثر على أنه مات في خلافة عمر"، وأرخه الذهبي في وفيات سنة تسع عشرة من تاريخ الإسلام (٣/ ١٩١)، وقال في السير (١/ ٤٠٠): "والظاهر وفاة أبي في زمن عمر"، ومال إلى أنه مات سنة اثنتين وعشرين [وانظر: التاريخ الكبير (٢/ ٣٩)، الجرح والتعديل (٢/ ٢٩٠)، الثقات (٢/ ٥)، الطبقات الكبرى (٣/ ٤٩٨)، معرفة الصحابة (١/ ٢١٤)]، يروي عنه: صغار الصحابة، وكبار التابعين، مما يدل على كون هذين الراويين [أبي بصير، وابنه عبد الله] اللذين لقيا أبيًّا وسمعا منه: من طبقة كبار التابعين؛ فهذه القرائن مجتمعة تجعل النفس تطمئن إلى ثبوت الرواية عنهما، لا سيما وهما من العصر المشهود له بالخيرية، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" [البخاري (٢٦٥٢)، مسلم (٢٥٣٣)]، فهما داخلان في عموم هذا التعديل النبوي الكريم؛ إذ لم ينقل أن أحدًا جرحهما بقادح.
وعليه: فحديثهما هذا حديث صحيح، لا سيما وله ما يشهد له لفظًا ومعنىً في الأحاديث الصحيحة، والله أعلم.
• وقد روي طرفه الأخير بمعناه من حديث قَبَاث بن أشيم:
يرويه ثور بن يزيد [حمصي، ثقة ثبت]، ومعاوية بن صالح [حمصي، صدوق له أوهام]، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر [شامي، ثقة][وسقط من إسناده: عبد الرحمن بن زياد]: