التيمي: تابعي ثقة، لكنه ليس من أصحاب قتادة الحفاظ، وأحيانًا ينفرد عنه بما لا يتابع عليه، وفي بعض حديثه عنه اضطراب. شرح علل الترمذي (٢/ ٦٩٩ و ٧٨٨)، التهذيب (٢/ ٩٩)]، يحدث عن قتادة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"المرأة عورة، وإنها إذا خرجت استشرفها الشيطان، وإنها لا تكون إلى وجه الله أقرب منها في قعر بيتها".
أخرجه ابن خزيمة (٣/ ٩٣/ ١٦٨٦)، وابن حبان (١٢/ ٤١٢/ ٥٥٩٨)، والبزار (٥/ ٤٢٨/ ٢٠٦٢)، والدارقطني في الأفراد (٤/ ١٤١/ ٣٨٥١ - أطرافه)(٢/ ٤٤/ ٣٩٠٧ - ط التدمرية)، والخطيب في تاريخ بغداد (٨/ ٤٥١).
قال البزار:"وحديث مورق عن أبي الأحوص عن عبد الله: أن المرأة عورة: لا نعلم رواه عن قتادة إلا همام".
وقال الدارقطني:"تفرد به المعتمر عن أبيه عن قتادة عنه".
وانظر فيمن وهم فيه على المعتمر بن سليمان، فجعله عن قتادة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه: المعجم الأوسط للطبراني (٣/ ١٨٩/ ٢٨٩٠).
قلت: حديث همام مقدَّم على حديث سليمان التيمي، وذلك لأسباب: الأول: أن همامًا أعلم بحديث قتادة من كل من روى هذا الحديث عن قتادة، وهو أعلى بكثير من التيمي في قتادة، والثاني: أنه قد أنكر على التيمي في حديث قتادة أكثر مما أنكر على همام في حديث قتادة، والثالث: أن همامًا قد توبع عليه، والرابع: أن همامًا وسعيد بن بشير وأبا حاتم الحناط قد زادوا في الإسناد: مورقًا بين قتادة وأبي الأحوص، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، لذا قال أبو حاتم:"قتادة عن أبي الأحوص: مرسل، بينهما مورق" [المراسيل (٦٣٧)، جامع التحصيل (٢٥٥)، تحفة التحصيل (٢٦٤)].
فإن قيل: قد تفرد به عن همام: عمرو بن عاصم الكلابي، وهو: صدوق، وليس بذاك الحافظ الذي يعتمد على حفظه، ولا بالذي يقدم على غيره عند المخالفة، بل غيره مقدَّم عليه في همام، وله حديث منكر تقدم معنا تحت الحديث رقم (٤١٢)، خالف فيه عمرو بن عاصم أصحاب همام الحفاظ، وأعل حديثه الترمذي، وحمله تبعة الوهم فيه، كما أن الترمذي استغرب له أيضًا أحاديث ليس في أسانيدها من يُحمل عليه غير عاصم، انظر: الجامع (٢٥٥٩ و ٣٥١١)، وانظر أيضًا في أوهام عمرو بن عاصم: سنن النسائي (٩/ ٢١٨/ ٥٣٧٤)، علل ابن أبي حاتم (٧٦٤ و ١٣٦٤)، علل الدارقطني (٨/ ١٩٩/ ١٥١٠) [التهذيب (٣/ ٢٨٢)، الميزان (٣/ ٢٦٩)، تاريخ بغداد (١٢/ ٢٠٢)].
فيقال: لم يخالفه أحد في هذا الحديث عن همام، بل توبع عليه متابعة قاصرة، فمتابعة سعيد بن بشير وأبي حاتم الحناط بزيادة مورق في الإسناد تجعل النفس تطمئن لثبوت الحديث عن همام، وقد أخرج البخاري ومسلم لعمرو بن عاصم عن همام، فيما توبع عليه، أو على أصله [البخاري (٥٧٥ و ٣٤٦٤ و ٥٠٤٦ و ٥٨١٢ و ٦١٦٧ و ٦٢٦٣