الإيصال: عبد الصمد بن أبي سكينة: ثقة مشهور" [ونقله ابن الملقن في البدر (١/ ٣٨٥)].
وقال ابن عبد البر: "وهذا اللفظ كريب في حديث سهل، ومحفوظ من حديث أبي سعيد الخدري، لم يأت به في حديث سهل غير ابن أبي حازم، والله أعلم، وقال قاسم: هذا من أحسن شيء رُوي في بئر بضاعة" [وانظر: شرح سنن ابن ماجه (٢/ ٥٦٦)].
وقال ابن دقيق العيد في الإمام (١/ ١١٩): "وعبد الصمد هذا الذي ذكر ابن حزم أنه: ثقة مشهور، تتبعت تراجم من اسمه عبد الصمد في تاريخ الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن الدمشقي [يعني: ابن عساكر]، فلم أجد له في تلك التراجم ذكرًا".
وقال ابن حجر في التلخيص (١/ ١٤): "قلت: ابن أبي سكينة الذي زعم ابن حزم أنه مشهور، قال ابن عبد البر وغير واحد: إنه مجهول، ولم نجد عنه راويًا إلا محمد بن وضاح".
وقال أبو بكر بن مفوز المعافري: "مجهول العين والاسم، منكر الحديث والرواية، غير عدل ولا ثقة، إنما يعرف برواية ابن وضاح" [الذيل على ميزان الاعتدال (٥٥٣)].
وعليه: فهو حديث غريب؛ بل منكر.
ولا يعضده ما رواه الدارقطني (١/ ٢٩)، ومن طريقه: ابن الجوزي في التحقيق (١/ ٣٩):
من طريق: محمد بن موسى الحرشي [لين الحديث]: حدثنا فضيل بن سليمان النميري، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الماء لا ينجسه شيء".
فإنه منكر أيضًا، وليس فيه ذكر لبئر بضاعة.
فقد خالفه: حسين بن محمد [هو: ابن بهرام التميمي المرُّوذي، نزيل بغداد: ثقة]، ومحمد بن زياد الزيادي [صدوق يخطئ]:
روياه عن فضيل بن سليمان، عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن أمه، قالت: سمعت سهل بن سعد يقول: سقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي من بضاعة. وفي رواية الزيادي: شرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بئر بضاعة.
أخرجه أحمد (٥/ ٣٣٧ - ٣٣٨)، والدارقطني (١/ ٣٢).
وهذا هو الصواب، ولا يحتمل فضيل بن سليمان النميري البصري هذا التعدد، فإنه: ليس بالقوي، وقد روى مناكير [التهذيب (٣/ ٣٩٨)، الميزان (٣/ ٣٦١)].
وقد روى جماعة من الثقات، عن حاتم بن إسماعيل [مدني صدوق]، عن محمد بن أبي يحيى، عن أمه، قالت: دخلنا على سهل بن سعد في نسوة، فقال: إني أسقيكم من بئر بضاعة، وقد سقيت النبي - صلى الله عليه وسلم - من مائها.
وفي رواية: لو أني سقيتكم من بئر بضاعة لكرهتم ذلك، وقد والله سقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي من مائها.
أخرجه أبو بكر الأثرم في السنن (٥٥)، وسمويه في بعض الثالث من فوائده (٢٠)،