"مروزي، ثقة، وأبوه: ثقة". سؤالات البرقاني (٤٥٠)، الجرح والتعديل (٨/ ١٧)]: أخبرنا أبي، وأبو معاذ [هو الفضل بن خالد الباهلي المروزي النحوي: ذكره ابن حبان في الثقات (٩/ ٥)، الجرح والتعديل (٧/ ٦١)، تاريخ الإسلام (١٥/ ٣٣٩)]، قالا: أخبرنا أبو حمزة [هو السكري، محمد بن ميمون: مروزي، ثقة]: ثنا محمد بن عبيد الله [لم أميزه، وإما أن يكون تصحف عن محمد بن عبد الله، وهو الأنصاري، أو يكون هو العرزمي المتروك]، عن عباد بن منصور، قال: رأيت أنس بن مالك دخل مسجدًا بعد العصر، وقد صلى القوم، ومعه نفر من أصحابه فأمَّهم، فلما انفتل قيل له: أليس يُكره هذا؟ فقال: دخل رجل المسجد، وقد صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجر، فقام قائمًا ينظر، فقال:"ما لك؟ " قال: أريد أن أصلي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا رجل يصلي مع هذا"، فدخل رجل، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يصلوا جميعًا.
قلت: إسناده غريب، ليس بالقائم، لم يعرفه إلا المراوزة، وعباد بن منصور: ليس بالقوي، له أحاديث منكرة [التهذيب (٢/ ٢٨٢)]، وذكره ابن المديني فيمن لم يلق أحدًا من الصحابة [جامع التحصيل (٢٠٦)، تحفة التحصيل (١٦٨)].
وهو حديث منكر بهذا السياق.
والمعروف عن ثابت عن أنس في هذا: أنه صلى بأصحابه بمسجد قد صلى فيه أهله، ويأتي ذكره قريبًا.
٤ - عن عصمة بن مالك الخطمي:
يرويه خالد بن عبد السلام الصدفي: ثنا الفضل بن المختار، عن عبيد الله بن موهب، عن عصمة بن مالك الخطمي، قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صلى الظهر، وقعد في المسجد، إذ جاء رجل فدخل يصلي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا رجل يتصدق على هذا يصلي معه".
أخرجه الطبراني في الكبير (١٧/ ١٨١/ ٤٧٩)، والدارقطني (١/ ٢٧٧)، ومن طريقه: ابن الجوزي في التحقيق (٧٥٦).
وهذا حديث باطل؛ الفضل بن المختار: أحاديثه منكرة، يحدث بالأباطيل، عامة ما يرويه لا يتابع عليه [اللسان (٦/ ٣٥٢)]، وشيخ الطبراني، وهو الراوي عن الصدفي: أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد: ضعيف، واتهم [انظر: اللسان (١/ ٥٩٤)]، والراوي عن الصدفي عند الدارقطني: إسحاق بن داود بن عيسى المروزي: ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد (٦/ ٣٧٤)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وأما خالد بن عبد السلام الصدفي المصري: فقال فيه أبو حاتم: "صالح الحديث"، وقال ابن يونس:"ثقة" [الجرح والتعديل (٣/ ٣٤٢)، الإكمال لابن ماكولا (١/ ٦٢)، تاريخ الإسلام (١٨/ ٢٥٤)].
وأحاديث عصمة بن مالك هذا أخرجها الطبراني، والدارقطني، وغيرهما، ومدارها