رواه همام، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير: أن رجلًا من أهل الشام حدثه يقال له: أبو سفيان: أن بَحير بن رَيْسان حدثه: أنه كان عند عبادة بن الصامت شهد ذلك، زجرهم أن يصلوا إذا تروَّح الإمام في رمضان، فجعل يزجرهم، وهم لا يبالون ولا ينتهون، فضربهم، فرأيته يضربهم على ذلك.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ١٦٧/ ٧٧٣٠).
فالزجر هنا عن الصلاة بين التراويح، لا عن صلاتهم جماعة بعد صلاة الإمام، ولهذا بوب ابن أبي شيبة لهذا الأثر وغيره بقوله:"في الصلاة بين التراويح"، وبوب له ابن نصر المروزي في قيام رمضان (٤٠) بقوله: "باب: من كره الصلاة بين التراويح".
وأثر عبادة هذا: منكر، قال البخاري بعد ما أخرجه في ترجمة بحير:"لا يتابع على حديثه"[ساقط من المطبوع، وهو في ضعفاء العقيلي، والكامل لابن عدي].
وقال العقيلي في بحير:"لا يتابع عليه، وأبو سفيان: مجهول، لا يُعرف".
وقال ابن عدي في الكامل (٢/ ٥٦): "وبحير بن ريسان هذا من أهل اليمن، وقد روى أحاديث، وروى عنه بنوه أحاديث مناكير، وليس هو بكثير الرواية".
وقال الذهبي في بحير:"لم يدرك عبادة"، وقال:"لا يُعرف" [الميزان (١/ ٢٩٩)، المغني (١/ ١٠٠)، اللسان (٢/ ٢٦٣)].
٤ - أثر الحسن البصري:
رواه ابن أبي شيبة (٢/ ١١٣/ ٧١١١)، قال: حدثنا وكيع، عن أبي هلال، عن كثير، عن الحسن، قال: كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا دخلوا المسجد وقد صُلِّي فيه: صلوا فرادى.
قلت: هذا النقل عن عموم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء على خلاف ما دل عليه حديث أبي سعيد، ومعارض لما ثبت من عمومات في فضل الجماعة، ومعارض لما صح عن أنس من فعله، ثم لم يُنقَل بإسناد صحيح ثابت عن هؤلاء الصحابة بأعيانهم أنهم كانوا يصلون فرادى إذا جاؤوا وقد فُرِغ من الصلاة، كل هذا مما يجعل النفس لا تطمئن لهذا التعميم، لا سيما وإسناده إلى الحسن فيه مقال:
نعم، كثير هو: ابن زياد البرساني: ثقة، من أكابر أصحاب الحسن [التهذيب (٣/ ٤٥٨)]، لكن أبو هلال هو: الراسبي، محمد بن سليم؛ وهو وإن وثقه في الجملة: ابن معين [واختلفت الرواية عنه]، وأبو داود، والدارقطني [كذا نقل الحاكم عنه توثيقه، وقد ضعفه في العلل]، وأبو نعيم الأصبهاني، وروى عنه ابن مهدي، وكان سليمان بن حرب جيد الرأي فيه؛ فقد لينه أو ضعفه جماعة: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه، وقال ابن عمار:"كان يحيى بن سعيد لا يعبأ بأبي هلال"، وقال يزيد بن زريع:"عدلت عن أبي هلال عمدًا"، وقال أيضًا:"لا شيء"، وقال أحمد بن حنبل:"قد احتمل حديثه، إلا أنه يخالف في حديث قتادة، وهو مضطرب الحديث عن قتادة"، وسئل يحيى بن معين عن أبي