للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هلال الراسبي: كيف روايته عن قتادة؟ فقال: "فيه ضعف، صويلح"، وقال مرة أخرى: "لم يكن له كتاب، وهو ضعيف الحديث"، وقال أبو حاتم: "محله الصدق، لم يكن بذاك المتين"، وقال أبو زرعة الرازي: "ليِّن، وليس بالقوي"، قال البرذعي: "وقد قال عبد الرحمن بن مهدي في أبي هلال قريبًا من قول أبي زرعة"، ثم روى حديثًا سئل عنه ابن مهدي، فقال: "وأبو هلال لا يحتمل هذا الحديث"، فيدل هذا على أن ابن مهدي لم يقبله بمناكيره، وكذلك فعل أبو داود، وقال النسائي: "ليس بالقوي"، وقال ابن سعد: "فيه ضعف"، وقال الساجي: "رُوي عنه حديث منكر"، وقال البزار: "احتمل الناس حديثه، وهو غير حافظ"، وقال ابن حبان: "وكان أبو هلال شيخًا صدوقًا؛ إلا أنه كان يخطئ كثيرًا من غير تعمد، حتى صار يرفع المراسيل ولا يعلم، وأكثر ما كان يحدث من حفظه، فوقع المناكير في حديثه من سوء حفظه"، ثم قال: "والذي أميل إليه في أبي هلال الراسبي: ترك ما انفرد من الأخبار التي خالف فيها الثقات، والاحتجاج بما وافق الثقات، وقبول ما انفرد من الروايات التي لم يخالف فيها الأثبات التي ليس فيها مناكير"، وقال ابن عدي بعد أن ذكر له أحاديث عن قتادة وغيره كلها أو عامتها غير محفوظة: "ولأبي هلال غير ما ذكرت، وفي بعض رواياته ما لا يوافقه الثقات عليه، وهو ممن يكتب حديثه"، وقال الدارقطني في العلل: "ضعيف" [الطبقات الكبرى (٧/ ٢٧٨)، التاريخ الكبير (١/ ١٠٥)، الجرح والتعديل (٧/ ٢٧٣)، سؤالات البرذعي (٥٠٦ و ٥٠٧)، الضعفاء لأبي زرعة (٢٩١)، الضعفاء للنسائي (٥١٦)، مسند ابن الجعد (٣١١٧ - ٣١٢٤)، سؤالات الآجري (٥٠٤)، ضعفاء العقيلي (٤/ ٧٤)، المجروحين (٢/ ٢٨٣)، الكامل لابن عدي (٦/ ٢١٣)، علل الدارقطني (١٢/ ٢٢١/ ٢٦٤٢)، سؤالات الحاكم (٤٦٨)، الحلية (٢/ ٣٤٥)، التعديل والتجريح (٢/ ٦٨٢)، الميزان (٣/ ٥٧٤)، تاريخ الإسلام (١٠/ ٥٥٨)، التهذيب (٣/ ٥٧٧)، فتح الباري (١٠/ ٣٥٩)].

وله أوهام كثيرة عن قتادة وغيره، انظر: علل ابن أبي حاتم (٤٥١ و ٧٦٩)، الكامل لابن عدي (٦/ ٢١٣)، علل الدارقطني (١/ ٢٢٨/ ٣٢) و (٢/ ١٠٦/ ١٤٤) و (٦/ ١٤٦/ ١٠٣٥) و (٧/ ١٣٩/ ١٢٦١) و (١٢/ ١٣٨ و ١٣٩ و ١٤٤ و ٢٢١/ ٢٥٣٢ و ٢٥٣٣ و ٢٥٤٢ و ٢٦٤٢) و (١٤/ ٣٢/ ٣٣٩٧).

قلت: وعليه فالراجح في أبي هلال الراسبي محمد بن سليم أنه: ليس بالقوي، فالجمهور على تليينه، والذين وثقوه نُقل عنهم أيضًا تضعيفه، أو لم يقبلوا منه إفراداته، فليس هو عندهم بذاك الحافظ الذي يقبل تفرده، وبذلك يكونوا قد اقتربوا شيئًا من الذين ليَّنوه.

والحاصل: فإذا كان هذا هو حال أبي هلال الراسبي المتفرد برواية هذا التعميم عن صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلا يُقبل مثل هذا منه، لا سيما وأصحاب الحسن قد رووه عن الحسن قوله، فقد رواه جماعة من الثقات عن يونس بن عبيد [ثقة ثبت، أثبت أصحاب الحسن]، عن الحسن، قال: يصلون فرادى.

<<  <  ج: ص:  >  >>