للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: هو منكر من حديث ابن المبارك، لا يُعرف رواه عنه، سوى العباداني هذا، وهو مجهول.

• وروى الثقفي، عن عبد الله بن عثمان، عن مجاهد، قال: خرجت مع ابن عمر من دار عبد الله بن خالد، حتى إذا نظرنا إلى باب المسجد؛ إذا الناس في صلاة العصر، فلم يزل واقفًا حتى صلى الناس، قال: إني صليت في البيت.

أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٧٨/ ٦٦٧٦)، ومن طريقه: ابن عبد البر في التمهيد (٤/ ٢٥٣ - ٢٥٤ و ٢٥٤).

عبد الله بن عثمان هو: ابن خثيم، وهو: صدوق، والثقفي هو: عبد الوهاب بن عبد المجيد، وهو: ثقة؛ فالإسناد حسن إلى ابن عمر.

وهذا يؤيد أن ابن عمر -في حديث سليمان بن يسار- لم يكن داخل المسجد، وإنما كان خارجه، بدليل قوله: أتيت ابن عمر على البلاط، والبلاط هو الأرض المفروشة بالحجارة وغيرها، وهو موضع بالمدينة بين المسجد النبوي والسوق، وقال ابن حجر: "موضع معروف عند باب المسجد النبوي كان مفروشًا بالبلاط" [تهذيب اللغة (١٣/ ٢٣٨)، تفسير غريب ما في الصحيحين (٢٠٩)، مشارق الأنوار (١/ ٩٠ و ١١٦)، القاموس (٨٥٢)، فتح الباري لابن رجب (٢/ ٣٤٢)، فتح الباري لابن حجر (١٢/ ١٢٨)، تاج العروس (١٩/ ١٦٦)].

• وبهذا يظهر وجه الجمع بين حديث ابن عمر، وبين الأحاديث المتقدمة في الباب قبله، -وهو ما ذهب إليه جماعة-: أن الصلاة إذا أقيمت وهو في المسجد، أو دخل المسجد فوجدهم يصلون، فيصلي معهم؛ سواء صلى قبلُ منفردًا أم في جماعة؛ لحديث يزيد بن الأسود وحديث محجن بن أبي محجن، فإذا كان خارج المسجد فلا يصلي معهم لفعل ابن عمر، وأما حديثه: "لا تصلُّوا صلاةً في يوم مرتين" فيحمل على نية الفرض، أي: بأن يصلي الصلاة في يوم واحد مرتين كلاهما على وجه الفرض، فهذا ممنوع، وأما إذا صلى الأولى على أنها فرضه، والثانية على أنها تطوع، كمن صلى في منزله الفريضة، ثم صلى مع الإمام تلك الصلاة وجعلها نافلة، أو صلى في جماعة، ثم أدرك الجماعة في مسجد آخر فصلى معهم تطوعًا: لم يكن قد صلى صلاة في يوم مرتين، والله أعلم.

وللحديث طريق أخرى فيها ضعف، انظر: المعجم الأوسط (٥/ ٣٢/ ٤٥٩٥).

• وروى همام، قال: حدثنا قتادة، عن عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، عن خالد بن أيمن المعافري: كان أهل العوالي يصلون في منازلهم، ويصلون مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعيدوا الصلاة في يوم مرتين. قال عمرو: قد ذكرت ذلك لسعيد بن المسيب، فقال: صدق.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ١٣٩)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٣١٧)، وفي أحكام القرآن (٣٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>