عدي:"وهذا الحديث لا يرويه عن الهيثم غير حفص هذا"، الثالث: أن هذا الاختلاف من علي بن يزيد الصدائي نفسه، فإنه: منكر الحديث عن الثقات، عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وقد أنكر الذهبي في الميزان هذا الحديث على الصدائي هذا [الميزان (٣/ ١٦٢)، التهذيب (٣/ ١٩٩)].
لكني وجدت له متابعًا:
فقد رواه الخطيب في المتفق والمفترق (٣/ ٢٠١٨/ ١٦٧٠) بإسناده إلى آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا أبو عمر البزاز حفص بن سليمان الغاضري، عن الهيثم بن أبي الهيثم الفقيه، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر به مرفوعًا.
قال الدارقطني:"تفرد به آدم عن أبي عمر عن الهيثم بن أبي الهيثم، وهو الصيرفي".
قلت: فإن كان هذا محفوظًا عن آدم بن أبي إياس، فالهيثم المذكور في هذا الإسناد هو: الهيثم بن حبيب الصيرفي كما قال الدارقطني، وهو ثقة مشهور، ولا أظنه محفوظًا عن آدم، فالمتفرد به عنه: أبو ذهل عبيد بن الغازي العسقلاني، وليس بذاك المشهور، ذكره ابن حبان في الثقات [الثقات (٨/ ٤٣٣)، تكملة الإكمال (٤/ ٣٦١)]، وفي تفرد مثله عن آدم بن أبي إياس ما فيه، ولو كان من حديث آدم لاشتهر عنه بحيث لا يخفى مثل هذا الإسناد على عبدان الأهوازي والعقيلي والطبراني وابن عدي، بل جزم عبدان بأن الهيثم المذكور في إسناد هذا الحديث ليس هو ابن حبيب الصيرفي، وعليه فيبقى أنه الهيثم بن عقاب، حيث ورد مصرحًا به في رواية الصدائي، والله أعلم.
وعليه: فهو حديث منكر، تفرد به عن محارب بن دثار: الهيثم بن عقاب، وهو مجهول [اللسان (٨/ ٣٦٣)]، وتفرد به عنه: حفص بن سليمان الغاضري القارئ، وهو: متروك الحديث، وإن كان إمامًا في القراءة.
وانظر أيضًا: التنقيح (٢/ ٤٧٠ - ٤٨٠/ ١١٤٧ - ١١٥٩).
***
• ومن فقه أحاديث الباب:
قال الترمذي:"وحديث أبي مسعود: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، قالوا: أحق الناس بالإمامة: أقرؤهم لكتاب الله، وأعلمهم بالسنة، وقالوا: صاحب المنزل أحق بالإمامة، وقال بعضهم: إذا أذِن صاحب المنزل لغيره فلا بأس أن يصلي به، وكرهه بعضهم، وقالوا: السنة أن يصلي صاحب البيت، قال أحمد بن حنبل: وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ولا يُؤَمُّ الرجلُ في سلطانه، ولا يجلس على تكرمته في بيته إلا بإذنه" فإذا أذِن فأرجو أن الإذن في الكُلِّ، ولم ير به بأسًا إذا أذِن له أن يصلى به".
وقال الإمام الشافعي في الأم (٢/ ٣٠٠/ ٢٨٠) بعد حديث مالك بن الحويرث: "هؤلاء قومٌ قدِموا معًا فأشبهوا أن تكون قراءتُهم وتفقُّهُهم سواءً فأُمِروا أن يؤمَّهم أكبرُهم، وبذلك آمرهم، وبهذا نأخذ، فنأمر القوم إذا اجتمعوا في الموضع ليس فيهم والٍ، وليسوا