مقاتل بن بشير، عن أبيه، عن شريح بن هانئ، قال: سألت عائشة - رضي الله عنها - عن صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ ... فذكر الحديث، إلى أن قال: وقالت: أذكر أني رأيته صلى في يوم مطير، ألقينا تحته بتًا فيه خرق، فجعل الماء ينبع منه.
أخرجه البيهقي (٢/ ٤٣٦).
قال البيهقي: "رواه بن المبارك عن مالك بن مغول فقال في الحديث: فبسطنا تحته بتًا، يعني: نطعًا، ولم يقل: عن أبيه".
قلت: خالفه: عبد الله بن المبارك، وخالد بن الحارث، وعبد الله بن نمير [وهم ثقات أثبات]، وعثمان بن عمر بن فارس [ثقة]، وزيد بن الحباب [صدوق]، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة [ثقة متقن، لكن في الإسناد إليه مبهم وثقه الخطابي]، ومسعر بن كدام [ثقة ثبت، وهو غريب من حديثه]، ووكيع بن الجراح [ثقة حافظ، لكن الراوي عنه: محمد بن سليمان بن هشام الشطوي: ضعيف]:
فرووه عن مالك بن مغول، عن مقاتل بن بشير العجلي، عن شريح بن هانئ، قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: لم تكن من الصلاة شيء أحرى أن يؤخرها إذا كان على حديث من صلاة العشاء، وما صلاها قط فدخل عليَّ إلا صلى بعدها أربعًا أو ستًّا، وما رأيته متقيًا الأرض بشيء قط؛ إلا أني أذكر يوم مطر؛ فإنا بسطنا تحته بتًا -تعني: نطعًا- فكأني أنظر إلى خرق فيه ينبع منه الماء.
وقال زيد بن الحباب: وما رأيته متقيًا الأرض بشيء من ثيابه قط.
أخرجه أبو داود (١٣٠٣)، والنسائي في الكبرى (١/ ٢٣١ - ٢٣٢/ ٣٩٠)، وأحمد (٦/ ٥٨)، وابن المبارك في الزهد (١٢٧٢)، وفي المسند (٦٦)، وابن نصر المروزي في قيام الليل (٩٣ - مختصره)، وابن الأعرابي في المعجم (٥٣٤)، والخطابي في غريب الحديث (١/ ٢٣٠)، والبيهقي (٢/ ٤٧٧)، والخطيب في تاريخ بغداد (٤/ ٢١٣)، والمزي في التهذيب (٢٨/ ٤٢٩ - ٤٣٠).
قلت: رواية الجماعة هي الصواب، بدون ذكر أبيه في الإسناد.
قال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (١/ ٣٢٠): "ومقاتل لا أعلم روى عنه إلا مالك بن مغول".
قلت: هو حديث ضعيف؛ لتفرد مقاتل بن بشير به، وهو في عداد المجاهيل، لم يرو عنه سوى مالك بن مغول، ولا يُعرف له سماع من شريح بن هانئ، وذكره ابن حبان في ثقاته على عادته في توثيق المجاهيل، قال الذهبي: "لا يعرف، روى عنه مالك بن مغول" [الميزان (٤/ ١٧١)، التهذيب (٤/ ١٤٢)].
• وفي الصلاة على الفراش، وعلى الثوب أحاديث صحيحة:
وقد بوب البخاري في صحيحه في (٨) كتاب الصلاة، (٢٢) باب الصلاة على الفراش، وذكر حديث عائشة من ثلاث طرق (٣٨٢ و ٣٨٣ و ٣٨٤)، وأحد ألفاظه: كنت