للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: إذا لم يكن فيه حديث ثابت، فلا يتبع، إذ إن هذه المسألة من مسائل الأحكام، والتي لا بد لها من دليل ثابت، فإذا لم يثبت الدليل فكيف يُتدين به!؟

وقال أحمد في رواية ابن القاسم عنه: "الحديث في الخط ضعيف" [الفتح لابن رجب (٢/ ٦٣٧)].

وفي التهذيب لابن حجر في ترجمة حريث (١/ ٣٧٥): "وقال الخطابي عن أحمد: حديث الخط ضعيف"، إلا أنه قال في ترجمة أبي عمرو بن محمد (٤/ ٥٦٢): "ونقل الخلال عن أحمد أنه قال: حديث الخط ضعيف".

قلت: والنقل الثاني يبين التصحيف الذي وقع في النقل الأول، فلا ذكر فيه للخطابي، وإنما هو الخلال أحمد بن محمد بن هارون أبو بكر، شيخ الحنابلة في وقته، جامع علوم الإمام أحمد من أصحابه وأصحاب أصحابه [انظر ترجمته في: طبقات الحنابلة (٣/ ٢٣/ ٥٨٢)، تاريخ بغداد (٥/ ١١٢)، السير (١٤/ ٢٩٧) ويؤكد أن كلمة: الخطابي إنما تصحفت عن الخلال، أن ابن حجر العسقلاني اعتاد نقل الزيادات والتحريرات على كلام المزي في التهذيب من كلام مغلطاي في إكماله، وقد وقع في الإكمال (٤/ ٤٤) في ترجمة حريث ما خطه: "وفي علل الخلال عن أحمد: حديث الخط ضعيف"، وذكر نحوه مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه (٥/ ١٦١٥)، والله أعلم.

وقال ابن جرير الطبري: "في إسناده نظر".

وقال الطحاوي: "أبو عمرو بن محمد هذا، وجده: مجهولان، ليس لهما ذكر في غير هذا الحديث" [مختصر اختلاف العلماء (١/ ٢٣٥)].

وقال الدارقطني: "والحديث لا يثبت" [علل الدارقطني (٨/ ٥٠/ ١٤١٠)، الأحكام الوسطى (١/ ٣٤٥)، العلل المتناهية (١/ ٤١٥/ ٧٠٢)، الفتح لابن رجب (٢/ ٦٣٩)].

وقال البغوي: "وفي إسناده ضعف".

وقال القاضي أبو بكر بن العربي: "وهذا الحديث لو صح لقلنا به، إلا أنه معلول، فلا معنى للنَّصَب فيه معهم" [المسالك في شرح الموطأ (٣/ ١١٣)، القبس (١/ ٣٤٠)].

وقال القاضي عياض: "ضعيف" [إكمال المعلم (٢/ ٤١٤)].

وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (١/ ٣٤٥): "وقد رُوي حديث الصلاة إلى الخط عن أبي هريرة من طرق، ولا يصح ولا يثبت الحديث، ذكر ذلك الدارقطني".

وقال في الأحكام الكبرى (٢/ ١٥٧): "وأبو عمرو هذا: مجهول".

وقال النووي في الخلاصة (١٧٤١ - ١٧٤٥): "قال الحفاظ: هو ضعيف لاضطرابه، وممن ضعفه: سفيان بن عيينة، فيما حكاه عنه أبو داود، وأشار إلى تضعيفه أيضًا: الشافعي والبيهقي، وصرح به آخرون، قال البيهقي: ولا بأس بالعمل بهذا الحديث في هذا الحكم إن شاء الله، وهذا الذي يختاره هو المختار، قيل: يكون الخط كالهلال، وقيل: طولًا، وقيل: كالجنازة"، وحكاه في المجموع (٣/ ٢١٧) وزاد عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>