وقال العقيلي: "لا يعرف إلا به، وقد روي بغير هذا الإسناد، وبخلاف هذا اللفظ في معناه، من طريق أصلح من هذا، رواه سهل بن أبي حثمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلى إلى سترة فليدن منها"، وهذا ثابت".
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا مصعب، تفرد به: بشر".
وقال ابن عدي: "وهذا لم يروه عن هشام غير مصعب هذا، وعن مصعب: بشر بن السري".
قلت: مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير: ليس بالقوي، وحديثه هذا منكر؛ لتفرده به عن هشام بن عروة، ولا يحتمل من مثله التفرد بهذا [تقدمت ترجمته مفصلة عند الحديث رقم (٦٧٠)].
قال العسكري في تصحيفات المحدثين (١/ ٣١٧): "معناه: اغشوا القبلة، وادنوا منها، ولا تبعدوا عنها".
وقال ابن رجب في الفتح (٢/ ٦٢٥): "ومعنى إرهاق القبلة: مضايقتها ومزاحمتها والدنو منها، فسره ابن قتيبة وغيره، وتوقف أحمد في تفسيره".
• وفي الباب أيضًا عن عمر، ولا يصح عنه، انظر: مصنف عبد الرزاق (٢/ ١٦/ ٢٣٠٩)، بغية الباحث (١٦٨)، المطالب العالية (٣/ ٣٢٧/ ٣١٣)، علل الدارقطني (٢/ ٢٥٣/ ٢٥٢)، التدوين (٢/ ٣٦٥)، بيان الوهم (٢/ ٢٤٣/ ٢٣٧).
***
٦٩٦ - قال أبو داود: حدثنا القعنبي، والنفيلي، قالا: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، قال: أخبرني أبي، عن سهل، قال: وكان بين مَقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين القبلة ممرُّ عَنْزٍ.
قال أبو داود: الخبر للنفيلي.
• شاذ بهذا اللفظ، وأصله متفق عليه.
أخرجه من طريق أبي داود: ابن عبد البر في التمهيد (٤/ ١٩٦).
• ورواه يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وعمرو بن زرارة، وعبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي [مشكدانة]، والمعلي بن منصور الرازي، وأبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وأبو إبراهيم الترجماني إسماعيل بن إبراهيم، ويحيى بن عبد الحميد الحماني [ثمانية، وهم ثقات، عدا الأخير فمتكلم فيه]:
عن عبد العزيز بن أبي حازم، حدثني أبي، عن سهل بن سعد الساعدي، قال: كان بين مُصلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين الجدار ممر الشاة. وقد اتفقوا في لفظه.
أخرجه البخاري (٤٩٦)، ومسلم (٥٠٨)، وأبو عوانة (١/ ٣٩٣/ ١٤٣٤)، وأبو نعيم