وانظر: مسائل عبد الله بن أحمد لأبيه (٤١٤)، الأوسط لابن المنذر (٥/ ٩٠)، الفتح لابن رجب (٢/ ٦٢٦).
• ومن شواهده: حديث سلمة بن الأكوع:
روى يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال: كان جدار المسجد عند المنبر ما كادت الشاة تجوزها.
وفي لفظ له: عن سلمة -وهو: ابن الأكوع- أنه كان يتحرى موضع مكان المصحف يسبِّح فيه، وذكر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتحرى ذلك المكان، وكان بين المنبر والقبلة [وفي رواية: وبين الحائط] قدر ممر الشاة.
وفي لفظ له: كان سلمة يتحرى الصلاة عند الأسطوانة التي عند المصحف، فقلت له: يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة، قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتحرى الصلاة عندها.
أخرجه البخاري (٤٩٧ و ٥٠٢)، ومسلم (٥٠٩/ ٢٦٣ و ٢٦٤)، وأبو عوانة (١/ ٣٩٤/ ١٤٣٥ و ١٤٣٦)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ١١٣/ ١١٢٣ و ١١٢٤)، وأبو داود (١٠٨٢)، وابن ماجه (١٤٣٠)، وابن خزيمة (٥/ ٥٧٦/ ٥٩٦٦ - إتحاف المهرة)، وابن حبان (٥/ ٥٩/ ١٧٦٣)، وأحمد (٤/ ٤٨ و ٥٤)، وابن سعد في الطبقات (٤/ ٣٠٧)، والروياني (١١٤٢)، والطبراني في الكبير (٧/ ٣٤/ ٦٢٩٩)، والبيهقي (٢/ ٢٧١ و ٢٧٢) و (٥/ ٢٤٧).
• ومما جاء في تحديد مقدار الدنو من السترة:
ما رواه مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل الكعبة هو وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة الحجبي فأغلقها عليه، قال عبد الله بن عمر: فسألت بلالًا حين خرج ماذا صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: جعل عمودًا عن يساره، وعمودين عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه، وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة، ثم صلى وجعل بينه وبين الجدار نحوًا من ثلاثة أذرع.
هكذا رواه عن مالك بهذه الزيادة في آخره: عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد الله بن وهب، وشبابة بن سوار، وعثمان بن عمر بن فارس، وموسى بن داود الضبي، وسعيد بن كثير بن عفير [وهم ثقات، فيهم ثلاثة من ثقات أصحاب مالك]، ومنصور بن يعقوب بن أبي نويرة [قال ابن عدي:"يقع في حديثه أشياء غير محفوظة". الكامل (٦/ ٣٩٢)، اللسان (٨/ ١٧١)، والراوي عنه: إبراهيم بن بشر الكسائي، وهو لا يُعرف. [اللسان (١/ ٢٥٠)].
قال الجوهري:"هذه الزيادة عند ابن وهب وابن القاسم، وقال ابن عفير: ثلاثة أذرع، ولم يقل: نحوًا".
وقال ابن عبد البر:"ورواه ابن عفير وابن وهب وابن مهدي عن مالك، كما رواه ابن القاسم؛ إلا أنهم قالوا: ثلاثة أذرع، ولم يقولوا: نحو".