قال الدارقطني: "أبان هو: ابن أبي عياش: متروك الحديث، ومجاعة: ضعيف، والمحفوظ: أنه رأي عكرمة غير مرفوع"، ونقله البيهقي والجوزقاني وابن الجوزي.
• وممن وهم فيه أيضًا على عكرمة فجعله من قول ابن عباس:
عبد الله بن محرر [متروك، منكر الحديث]، رواه عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: النبيذ وضوء لمن لم يجد الماء.
أخرجه الدارقطني (١/ ٧٦)، ومن طريقه: البيهقي في الخلافيات (١/ ١٨٧/ ٤٦).
قال الدارقطني: "ابن محرر: متروك الحديث".
قلت: هو منكر من حديث قتادة؛ لتفرد ابن محرر عنه به.
٢ - وروي من قول علي بن أبي طالب: أنه كان لا يرى بأسًا بالوضوء بالنبيذ.
رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في الطهور (٢٦٦)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٢/ ٢٦٤)، وابن المنذر (١/ ٢٥٥/ ١٧٢)، والدارقطني (١/ ٧٨ - ٧٩ و ٧٩)، والبيهقي في الخلافيات (١/ ١٨٩ و ١٩٠/ ٤٨ - ٥١)، وابن حزم (١/ ٢٠٣).
بإسنادين ضعيفين، لا تقوم بهما حجة.
قال ابن المنذر: "وقد روينا عن علي -بإسناد لا يثبت-: أنه كان لا يرى بأسا بالوضوء بالنبيذ".
وضعفهما الدارقطني، والبيهقي في السنن (١/ ١٢)، وفي الخلافيات، وابن الجوزي في التحقيق (١/ ٥٦)، وكان قال في أول كلامه على هذه الطرق لهذا الحديث: "ليس في هذه الأحاديث شيء يصح"، ثم نقل كلام من تقدمه على كل طريق.
وقال النووي في المجموع (١/ ١٤٣): "وأما حديث ابن عباس والآثار عنه، وعن علي وغيرهما: فكلها ضعيفة واهية".
وقال ابن حجر في الفتح (١/ ٣٥٤): "وروي عن علي وابن عباس، ولم يصح عنهما".
• ثم قال ابن الجوزي في خاتمة بحثه على هذه الأحاديث في التحقيق (١/ ٥٧): "قال هبة الله الطبري: أحاديث الوضوء بالنبيذ: وضعت على أصحاب ابن مسعود عند ظهور العصبية"، ونقله ابن عبد الهادي في التنقيح (١/ ٦٣).
***
٨٥ - قال أبو داود: حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب، عن داود، عن عامر، عن علقمة، قال: قلت لعبد الله بن مسعود: من كان منكم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن؟ فقال: ما كان معه منا أحد.
تقدم تحت الحديث السابق برقم (٣٩)، وهو حديث صحيح.
وتصرف أبي داود هذا يدل على تضعيفه لحديث النبيذ وإنكاره له، فلا يقال: سكت