للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المدعي في بحثه بما يغني عن حكايته وذكره، لذا أعرضت عنه، لكني وجدت فيما جمعه الأستاذ عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن خليل الحارثي البخاري الكلاباذي الحنفي الفقيه من مسند أبي حنيفة (١٤٩٥ - ط المكتبة الإمدادية) (٨٠٠ م - ط العلمية)، قال: كتب إليَّ صالح بن أبي رميح [وفي طبعة العلمية: صالح بن رميح]: حدثنا محمد بن أحمد بن السكن أبو بكر: حدثنا هوذة بن خليفة: حدثنا النعمان بن ثابت، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا قام رفع يديه قبل ركبتيه.

وهذه متابعة ساقطة، لا تسوي شيئًا، إسنادها تالف؛ ولا أظنها تحفظ عن أبي حنيفة نفسه، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت الإمام: ضعيف في الحديث، وأبو بكر محمد بن أحمد بن السكن البغدادي، ويُعرف بأبي خراسان؛ قال الخطيب: "وكان ثقة"، وروى عنه أبو عوانة في صحيحه [صحيح أبي عوانة (٣/ ١٨١ و ١٨٥/ ٤٦٠٥ و ٤٦٢٥)، معجم ابن الأعرابي (١/ ٣٢٠/ ٦١٠ - ٦١٢)، الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم (٤/ ٣٧٨/ ٢٠٩٢)، تاريخ بغداد (١/ ٣٠٥)، الموضح (١/ ٣١٤) وصالح بن أبي رميح: لم أقف له على ترجمة، إلا أن السمعاني لما ترجم في الأنساب (١/ ٣٧٤) لأبي حامد أحمد بن إبراهيم بن محمد الفقيه الزاهد البَغُولَني قال: "ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ، فقال: أبو حامد البغولني شيخ أهل الرأي في عصره وزاهدهم، درس بنيسابور فقه أبي حنيفة - رَحِمَهُ اللهُ - نيفًا وستين سنة، وأفتى قريبًا من هذا، سمع بنيسابور والعراق، وكتب تلك العجائب ببلخ وبترمذ عن صالح بن أبي رميح"، وفي هذا ما يدل على أن صالح بن أبي رميح هذا هو المتهم بتلك العجائب، وابن حجر العسقلاني لما ذكر هذا الكتاب "مسند أبي حنيفة" في معجمه المفهرس (١١٢٩) ذكر شيخ المصنف في أول الجزء الخامس من تجزئة الكتاب، بقوله: "ومن قوله: كتب إليَّ صالح بن رميح: أنبأنا ... "، فإن كان هو صالح بن رميح، فقد قال فيه الدارقطني: "لا شيء" [سؤالات السلمي (١٧٠)، اللسان (٤/ ٢٨٥)]، وأما مصنف الكتاب؛ فهو عندي آفة هذه الرواية، فقد كان صاحب عجائب ومناكير وغرائب عن الثقات وغيرهم، وكان شيخًا مكثرًا من الحديث؛ غير أنَّه كان ضعيفًا في الرواية، غيرَ موثوق به فيما ينقله، وقد اتهمه غير واحد بالوضع، وبتلفيق الأسانيد والمتون [سؤالات حمزة السهمي (٣١٨)، الإرشاد (٣/ ٩٧١)، تاريخ بغداد (١٠/ ١٢٦)، الأنساب (١/ ١٢٩) و (٣/ ٢١٣)، السير (١٥/ ٤٢٤)، الميزان (٢/ ٤٩٦)، اللسان (٤/ ٥٨٠)].

وانظر: البدر المنير (٣/ ٦٥٧).

• والحاصل: فإن شريك بن عبد الله هو المتفرد بوصل هذا الحديث، وقد وهم فيه، وهذا من سوء حفظه:

فقد رواه عفان بن مسلم، وحفص بن عمر الحوضي، وحَبان بن هلال:

ثنا همام: ثنا شقيق أبو ليث، قال: حدثني عاصم بن كليب، عن أبيه؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم -

<<  <  ج: ص:  >  >>