للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة]، ثم يرفع رأسه، فيثني رجله اليسرى، فيقعد عليها، ويفتخ أصابع رجله اليمنى، [وفي رواية أبي أسامة: حتى رجع كل عظم إلى موضعه]، ثم يقوم فيصنع في الركعة الأخرى مثل ذلك، ثم يقوم من السجدتين فيصنع مثل ما صنع حين افتتح الصلاة، [زاد في رواية أبي أسامة: حتَّى إذا كانت السجده التي تكون خاتمة الصلاة: رفع رأسه منهما، وأخَّر رجله، وقعد متورِّكًا على رجله - صلى الله عليه وسلم -].

أخرجه ابن ماجة (٨٠٣)، وابن خزيمة (١/ ٣٣٧/ ٦٧٧)، وابن حبان في صحيحه (٥/ ١٨٧/ ١٨٧٠)، وفي كتاب الصلاة (١٤/ ٨٤/ ١٧٤٥٠ - إتحاف المهرة)، وابن أبي شيبة (١/ ٢١٣/ ٢٤٣٨)، والبزار (٩/ ١٦٢/ ٣٧١٠)، والطحاوي (١/ ٢٢٨)، والبيهقي (٢/ ١١٦ و ١٣٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٦/ ٢٥٦).

• قال يحيى بن سعيد القطان: "الفَتْخُ: أن يصنع هكذا، ونصب أصابعه ثم غمز موضع المفاصل منها إلى باطن الراحة"، قال أبو عبيد: "يعني: أنَّه كان يفعل ذلك بأصابع رجليه في السجود. وقال الأصمعي: أصل الفتح: اللين [غريب الحديث لأبي عبيد (٣/ ٢٩٢)، الأوسط (٣/ ١٧٢)].

وقال أبو عبيد في غريب الحديث (٢/ ١٣١): "لم يصوِّب رأسه، ولم يقنعه يقول: لم يرفعه حتَّى يكون أعلى من جسده، ولكن بين ذلك"، ثم قال: "فالإقناع: رفع الرأس وإشخاصه".

وقال أيضًا في فتخ أصابع الرجلين (٣/ ٢٩٤): "أنَّه كان ينصب قدميه في السجود نصبًا، ولولا نصبه إياهما لم يكن هناك فتخ، وكانت الأصابع منحنية".

وقال ابن فارس في معجم المقاييس (٨٣٤): "فتح: الفاء والتاء والخاء أصل صحيح يدل على لِينٍ في شيء، فالفتح: لينٌ في جناح الطائر، وعُقاب فتخاء: إذا انكسر جناحها في طيرانها، وفتَخَ أصابع رجليه في جلوسه: إذا ليَّنها، وفي الحديث أنَّه كان - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد جافى عضديه عن جنبيه، وفتخ أصابع رجليه، ... ".

وقال البغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ١٣): "قوله: "لم يصبَّ رأسه، ولم يقنع، يقال: صبى الرجل رأسه يصبيه: إذا خفضه جدًّا، أخذ من صبا: إذا مال إلى الصبا، ومنه قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {أَصْبُ إِلَيْهِنَّ} [يوسف: ٣٣]؛ أي: أمِل إليهن، قال الأزهري: الصواب فيه يصوِّب، ويقال: هو يصبئ مهموز، من قولهم: صبا الرجل عن دين قومه؛ أي: خرج، فهو صابئ.

وقوله: "ولم يقنع"؛ أي: لم يرفعه حتَّى يكون أعلى من جسده، والإقناع: رفع الرأس، ويقال أيضًا لمن خفض رأسه: قد أقنع رأسه، والحرف من الأضداد.

وقوله: "جافى عضديه عن إبطيه" أي: باعد بهما، والجفاء بين الناس: التباعد.

قوله: "وفتخ أصابع رجليه" أي: ليَّنها حتَّى تنثني فيوجهها نحو القبلة، والفتح: لين واسترسال في جناح الطائر، ومنه قيل للعقاب: فتخاء؛ لأنَّها إذا انحطت كسرت جناحها".

[وانظر: معالم السنن (١/ ١٦٩)، النهاية (٣/ ٤٠٨)].

***

<<  <  ج: ص:  >  >>