للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وممن ذكر أيضًا واسطةً بين محمد بن عمرو بن عطاء وبين أبي حميد:

ب - العطاف بن خالد [ليس به بأس، أعرض عنه صاحبا الصحيح، وقد حدث بأحاديث لم يتابع عليها. التهذيب (٣/ ١١٢)، الميزان (٣/ ٦٩)، وانظر في أوهامه: الحديث المتقدم برقم (٥٨١ و ٦٥٦) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء، قال: حدثني رجل؛ أنَّه وجد عشرة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - جلوسًا، فذكر نحو حديث أبي عاصم سواء.

أخرجه الطحاوي (١/ ٢٥٩).

قال: فإذا فهد [ابن سليمان:] ويحيى بن عثمان [هو: ابن صالح:]، قد حدثانا، قالا: ثنا عبد الله بن صالح، -زاد يحيى: وسعيد بن أبي مريم-، قالا: حدثنا عطاف بن خالد به [وقد صححت إسناده من إتحاف المهرة (١٤/ ٨٣/ ١٧٤٥٠)].

قال أبو جعفر: "فقد فسد بما ذكرنا حديث أبي حميد؛ لأنَّه صار عن محمد بن عمرو عن رجل، وأهل الإسناد لا يحتجون بمثل هذا، فإن ذكروا في ذلك ضَعف العطاف بن خالد، قيل لهم: وأنتم أيضًا تضعِّفون عبد الحميد أكثر من تضعيفِكم للعطاف، مع أنكم لا تطرحون حديث العطاف كلُّه، إنما تزعمون أن حديثه في القديم صحيح كلُّه، وأن حديثه بآخره قد دخله شيء، هكذا قال يحيى بن معين في كتابه، فأبو صالح سماعه من العطاف قديم جدًّا، فقد دخل ذلك فيما صححه يحيى من حديثه، مع أن محمد بن عمرو بن عطاء لا يحتمل مثل هذا، وليس أحد يجعل هذا الحديث سماعًا لمحمد بن عمرو من أبي حميد إلا عبد الحميد، وهو عندكم أضعف، ولكن الَّذي روى حديث أبي حميد ووصله لم يفصِّل حكم الجلوس كما فصَّله عبد الحميد".

وقال أيضًا (١/ ٢٦١): "فهذا أصل حديث أبي حميد هذا، ليس فيه ذكر القعود؛ إلا على مثل ما في حديث وائل، والذي رواه محمد بن عمرو فغير معروف ولا متصل عندنا عن أبي حميد؛ لأنَّ في حديثه أنَّه حضر أبا حميد وأبا قتادة، ووفاة أبي قتادة قبل ذلك بدهر طويل؛ لأنَّه قُتل مع علي - رضي الله عنهما -، وصلى عليه علي - رضي الله عنه -، فأين سن محمد بن عمرو بن عطاء من هذا".

وقال قبل ذلك (١/ ٢٢٧): "أما حديث عبد الحميد بن جعفر؛ فإنهم يُضَعِّفون عبد الحميد، فلا يقيمون به حجة، فكيف يحتجون به في مثل هذا.

ومع ذلك فإن محمد بن عمرو بن عطاء لم يسمع ذلك الحديث من أبي حميد، ولا ممن ذُكر معه في ذلك الحديث، بينهما رجل مجهول؛ قد ذكر ذلك العطَّاف بن خالد عنه عن رجل، وأنا ذاكر ذلك في باب الجلوس في الصلاة إن شاء الله تعالى.

وحديث أبي عاصم عن عبد الحميد هذا ففيه: فقالوا جميعًا: صدقت، فليس يقول ذلك أحد غير أبي عاصم".

قلت: لم أجد من فصَّل في شأن عطاف هذا التفصيل بين حديثه القديم والجديد، فلعله التبس على الطحاوي ببعض من اختلط في آخر عمره، ولم أجد من ذكر عطافًا فيمن

<<  <  ج: ص:  >  >>