رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا لأحدهم: صلِّ، فكبر ثم قرأ، ثم كبر ورفع، فقالوا: أصبت الصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ورواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد: نا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاته إذا سجد - العباس بن سهل بن سعد بن مالك بن ساعد، قال: جلست بسوق المدينة في الضحى مع أبي أسيد مالك بن ربيعة، ومع أبي حميد صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهما من رهطه من بني ساعدة، ومع أبي قتادة الحارث بن ربعي، فقال بعضهم لبعض - وأنا أسمع -: أنا أعلم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكما، كل يقولها لصاحبه، فقالوا لأحدهم: فقم فصلِّ بنا حتَّى ننظر أتصيب صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم لا؟ فقام أحدهما فاستقبل القبلة، ثم كبر، ثم قرأ بعض القرآن، ثم ركع، فأثبت يديه على ركبتيه حتَّى اطمأن كل عظم منه، ثم رفع رأسه فاعتدل حتَّى رجع كل عظم منه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم وقع ساجدًا على جبينه وراحتيه وركبتيه وصدور قدميه راجلًا بيديه، حتَّى رأيت بياض إبطيه ما تحت منكبيه، ثم ثبت حتَّى اطمأن كل عظم منه، ثم رفع رأسه فاعتدل على عقبيه وصدور قدميه، حتَّى رجع كل عظم منه إلى موضعه، ثم عاد لمثل ذلك، قال: ثم قام فركع أخرى مثلها، قال: ثم سلم فأقبل على صاحبيه، فقال لهما: كيف رأيتما؟ فقالا له: أصبت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، هكذا كان يصلي.
أخرجه البخاري في رفع اليدين (٢٤)، قال: حدثنا عبيد بن يعيش: حدثنا يونس بن بكير: أخبرنا ابن إسحاق به. وابن خزيمة (١/ ٣٣٩/ ٦٨١)، واللفظ له مطولًا.
وهذا إسناد مدني حسن.
وقد وهم فيه ابن إسحاق بقوله:"ثم رفع رأسه فاعتدل على عقبيه وصدور قدميه"، وهذه صورة من صور الإقعاء، ولا يحفظ هذا من حديث أبي حميد، وإنما المحفوظ من حديث أبي حميد في الجلسة بين السجدتين: الافتراش، ففي حديث عبد الحميد بن جعفر في الجلسة بين السجدتين: ثم يرفع رأسه ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها، وفي رواية: فيثني رجله اليسرى، فيقعد عليها، ويفتخ أصابع رجله اليمنى، والله أعلم.
وفيه أيضًا: ذكر صفة الصلاة بالفعل، والمحفوظ أنها بالقول، والله أعلم.
***
قال أبو داود: روى هذا الحديث عُتبة بن أبي حكيم، عن عبد الله بن عيسى، عن العباس بن سهل، لم يذكر التورُّكَ، وذكر نحو حديث فُليح، وذكر الحسن بن الحر نحو جِلْسة حديث فليح، وعتبة.
• يأتي تخريج حديث عتبة، وأما حديث الحسن بن الحر وفليح فقد تقدما.