فمنهم من قصر به، واقتصر على الوقف، ومنهم من أتى به على التمام فزاد فيه الرفع.
وحاصل الاختلاف على عبيد الله في حديث نافع هذا: أن البخاري والدارقطني قد رجحا الرفع، أما البخاري فقد صحح المرفوع بإخراجه في صحيحه، وأما الدارقطني فقد قال في العلل (١٣/ ١٤/ ٢٩٠٢): "وأشبهها بالصواب: ما قاله عبد الأعلى بن عبد الأعلى"، وتبعهما على ذلك البيهقي، فقال: "رواه البخاري في الصحيح عن عياش عن عبد الأعلى، وعبد الأعلى ينفرد برفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو ثقة، وقد روي ذلك في حديث أبي حميد الساعدي".
وأما أبو داود فقد رجح الوقف، فقال: "الصحيح قول ابن عمر، ليس بمرفوع"، وقال: "وروى بقيَّةُ أوَّلَه عن عبيد الله وأسنده، ورواه الثقفي عن عبيد الله، وأوقفه على ابن عمر، قال فيه: "وإذا قام من الركعتين يرفعهما إلى ثديه، وهذا هو الصحيح".
وقد اختلفت الرواية عن الإمام أحمد في هذا، فقال في رواية المروذي وغيره: "رواه عبيد الله عن نافع عن ابن عمر، وبلغني أن عبد الأعلى رفعه" [الفتح لابن رجب (٤/ ٣١٥)]، قال ابن رجب: "وقد روي عن أحمد أنَّه صحح رفعه".
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر مسندًا إلا عبد الأعلى، وقد رواه غيره موقوفًا، ورواه عبيد الله عن الزهري عن سالم عن أبيه، وعن عبد الأعلى، الحديثين جميعًا حديث سالم مرفوعًا، وحديث نافع مرفوعًا" [كان في السياق سقط].
قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٢٢٢): "وحكى الإسماعيلي عن بعض مشايخه أنَّه أومأ إلى أن عبد الأعلى أخطأ في رفعه، قال الإسماعيلي: وخالفه عبد الله بن إدريس وعبد الوهاب الثقفي والمعتمر -يعني: عن عبيد الله- فرووه موقوفًا عن ابن عمر".
قال ابن حجر: "وقفه معتمر وعبد الوهاب عن عبيد الله عن نافع كما قال، لكن رفعاه عن عبيد الله عن الزهري عن سالم عن ابن عمر، ... ، وقد توبع نافع على ذلك عن ابن عمر، ... ، وله شواهد منها: حديث أبي حميد الساعدي، وحديث علي بن أبي طالب".
قلت: والصواب مع البخاري ومن تبعه، والله أعلم.
وصححه النووي في المجموع (٣/ ٤٠٩) تبعًا للبخاري، واستشهد له بحديث أبي حميد، وحديث علي، وصححهما.
وصححها أيضًا: شيخ الإسلام ابن تيمية، كما في مجموع الفتاوى (٢٢/ ٤٥٢).
• وقد اختلف في هذا الحديث على عبيد الله، فرواه مرة هكذا.
ورواه مرة: عن ابن شهاب الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة، وإذا أراد أن يركع، وإذا رفع رأسه، وإذا قام من الركعتين، يرفع يديه في ذلك كلِّه [حذو المنكبين]، وكان عبد الله يفعله.