للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: نعم؛ الزيادة مقبولة إذا ثبتت؛ وهنا لم تثبت؛ ولو كان البخاري يصحح حديث العمري بهذه الزيادة، لما احتاج إلى تعليق قبولها على الثبوت، وإنما يقول في مثل هذا: والزيادة من الثقة مقبولة، والعمري: ليس بالقوي، تكلموا في حفظه، وكان كثير الخطأ، والبخاري نفسه ممن ضعَّف عبد الله بن عمر العمري، فقال: [ذاهب، لا أروي عنه شيئًا] [التهذيب (٢/ ٣٨٨)، التنكيل (٢/ ٦٩)] [راجع الحديث المتقدم برقم (٢٣٦) وغيره].

وفي الجملة: فإن زيادته هنا منكرة مردودة، وإنما يُقبل منه ما وافق فيه الثقات، فهو ممن يكتب حديثه، وهو صالح في الشواهد والمتابعات، ورواية عبد الرزاق المتقدمة عنه موافقة لرواية الثقات في الرفع، وفي المتن؛ إلا في قوله: يرفع يديه حتَّى يكونا حذو أذنيه، وإنما هو: حذو منكبيه، والله أعلم.

٢ - ورواه إسماعيل بن عياش، عن صالح بن كيسان، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا افتنح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع.

وفي رواية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه حذو منكبيه حين يكبر ويفتتح الصلاة، وحين يركع، وحين يسجد.

أخرجه البخاري في رفع اليدين (١١١)، وأحمد (٢/ ١٣٢)، والدارقطني (١/ ٢٩٥ - ٢٩٦)، وابن أخي ميمي الدقاق في فوائده (٥٤٢)، وأبو طاهر المخلص في السادس من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (١٥٦ و ٢٣٠) (١١٧٥ و ١٢٤٩ - المخلصيات)، والخطيب في تاريخ بغداد (٧/ ٣٩٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥/ ٤٦٠).

وصالح بن كيسان: مدني، ثقة ثبت؛ لكن الراوي عنه: إسماعيل بن عياش، وروايته عن أهل الحجاز ضعيفة، وهذه منها.

وهو هنا قد وافق الثقات في رفع الحديث، وخالفهم في زيادة الرفع حين يسجد.

٣ - وروى أرطأة بن المنذر [حمصي، ثقة]، عن نافع، عن ابن عمر، قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة رفع يديه، وعند التكبير للركوع، وعند الهوي للسجود.

وفي رواية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه عند التكبير للركوع، وعند التكبير حين يهوي ساجدًّا.

أخرجه ابن حبان في كتاب الصلاة (٩/ ٩ / ١٠٢٥٧ - إتحاف المهرة)، والطبراني في الأوسط (١٦).

بإسنادين شاميين جيدين إلى: الجراح بن مليح [البهراني الحمصني] عن أرطأة به.

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أرطأة إلا الجراح".

قلت: لا يضره تفرده عنه، فهو بلديه، وهو: ليس به بأس.

فهو إسناد شامي حسن إلى نافع به مرفوعًا، غير أن زيادة الرفع عند الهوي للسجود: غير محفوظة.

<<  <  ج: ص:  >  >>