أن نافعًا كان يرويه موقوفًا ثم يعقبه بالرفع، فكأنه كان أحيانًا يقتصر على الموقوف، أو يقتصر عليه بعض الرواة عنه، والله أعلم".
قلت: وهذا هو الصواب؛ وقد سبق أن ذكرته ودللت على صحته، فالبخاري قد أصاب في إخراج المرفوع في صحيحه، فقد توبع عبيد الله بن عمر على رفعه، كما قد توبع على ذكر الرفع عند القيام من الركعتين، وقول ابن رجب: "وكل هؤلاء لم يذكروا في رواياتهم القيام من الثنتين" فليس بصحيح؛ فقد ذكره الليث بن سعد وابن جريج عن نافع، فحديث نافع عن ابن عمر: ثابت مرفوعًا، وبزيادة الرفع عند القيام من الركعتين، والله أعلم.
• ورواه أيضًا موقوفًا على ابن عمر:
أ - معمر بن راشد: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، قال: رأيت ابن عمر - رضي الله عنهما - حين قام إلى الصلاة رفع يديه حتَّى تحاذي أذنيه، وحين يرفع رأسه من الركوع فاستوى قائمًا فعل مثل ذلك.
أخرجه البخاري في رفع اليدين (١٠٤).
وهذا موقوف، بإسناد صحيح غريب، والمحفوظ عن ابن عمر: الرفع حذو المنكبين.
ج - أيوب بن سليمان: حدثنا أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن العلاء؛ أنَّه سمع سالم بن عبد الله؛ أن أباه كان إذا رفع رأسه من السجود، وإذا أراد أن يقوم رفع يديه.
أخرجه البخاري في رفع اليدين (٣٤).
وهذا إسناد مدني جيد.
ويمكن حمله على ما صح عن ابن عمر في الرفع عند الرفع من الركوع، والقيام من الركعتين؛ إلا أن يكون الوهم فيه من العلاء بن عبد الرحمن الحرقي، فقد أُنكرت عليه أحاديث [التهذيب (٣/ ٣٤٦)].
ج - ابن جريج، قال: أخبرني حسن بن مسلم، قال: سمعت طاووسًا وهو يُسأل عن رفع اليدين في الصلاة؟ فقال: رأيت عبد الله، وعبد الله، وعبد الله يرفعون أيديهم في الصلاة؛ لعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير.
أخرجه البخاري في رفع اليدين (٦٢)، وعبد الرزاق في مصنفه (٢/ ٦٩/ ٢٥٢٥)، ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (٣/ ١٣٨/ ١٣٨٥).
وهذا موقوف بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم [انظر: التحفة (٤/ ٤٠٧ و ٤٠٨ - ط الغرب)].
• وروى شعبة، عن الحكم، قال: رأيت طاوسًا إذا كبر لافتتاح الصلاة رفع يديه، وإذا ركع رفع يديه، وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه، فقال إنسان: إنه يُذكَر أو يحدَّث به [أو: إنه يذكُر، أو يحدِّث به] عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.