[التاريخ الكبير (٢/ ١٠٥)، كنى مسلم (١٥٩٩)، الجرح والتعديل (٢/ ٣٧٩)، سؤالات البرقاني (٥٥)، التهذيب (١/ ٢٣٧)].
وقد روى له البخاري ومسلم عن أبي هريرة أربعة أحاديث، اتفقا على ثلاثة منها، وانفرد مسلم بحديث [البخاري (٢٤٩٢ و ٢٥٠٤ و ٢٥٢٦ و ٢٥٢٧) و (٢٦٢٦) و (٥٨٦٤)، ومسلم (١٥٠٢ و ١٥٠٣) و (١٥٥٩/ ٢٤) و (١٦٢٦) و (٢٠٨٩)].
• هكذا أخرج أبو داود هذا الحديث في أبواب رفع اليدين في الصلاة، بينما أخرجه النسائي في باب صفة السجود، من كتاب التطبيق.
قال النسائي في المجتبى (٢/ ٢١٢/ ١١٠٧)، وفي الكبرى (١/ ٣٥١ / ٦٩٨):
أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع [بصري، ثقة]، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن عمران، عن أبي مجلز، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، قال: لو كنتُ بين يدَيْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبصرتُ إبطيه، قال أبو مجلز: كأنه قال ذلك لأنَّه في صلاة.
وهذا إسناد بصري صحيح.
فحمله النسائي على حال السجود، بينما حمله أبو داود على حال رفع اليدين عند التكبير في الصلاة، وهذا هو الأقرب؛ فإن راويه موسى بن مروان هو الَّذي فسره بذلك، وهو ما يؤيده ظاهر النص فإن الإبطين لا يُبصران حال الصلاة في السجود من أمام المصلي؛ بل من ورائه، وأبو هريرة يقول: لو كنت قدامه، لو كنت بين يديه.
فلا يُرى الإبِطانِ حينئذٍ إلا حالًا رفع اليدين رفعًا شديدًا، أو بمحاذاة الأذنين مع مجافاة اليدين عن الجنبين، وهذا الاحتمال الثاني مردود، لا يدل عليه ظاهر النص، فإن المجافاةَ وصفٌ زائد مؤثر يحتاج إلى ذكره والتنبيه عليه، ألا ترى أن الذين رووا بدو بياض الإبطين حال السجود قرنوه بالمجافاة، أو بالتخوية، أو بتفريج الأيدي، مع كونه ملازم له؟
وعلى هذا فإن الاحتمال الأول هو الصواب، ويبدو لي أن هذا وهم من أحد الرواة، فإن الأحاديث الصحيحة قد جاءت برفع اليدين إلى المنكبين، أو إلى محاذاة الأذنين، أو فروعهما، وفي كل ذلك: لا يُرى الإبطان حال الرفع، حتَّى يرفعَ يديه عاليًا فوق أذنيه على أقل تقدير، إن لم يكن فوق رأسه، ولم يثبت هذا من فعله - صلى الله عليه وسلم - إلا حال الدعاء في الاستسقاء وغيره.
كما روى حميد عن أَنس بن مالك في وصف دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - في الاستسقاء، فقال: فمد يديه حتى رأيت بياض إبطيه يستسقي الله - عز وجل -[أخرجه البخاري في رفع اليدين (١٦٠)، وفي الأدب المفرد (٦١٢)، والنسائي (٣/ ١٦٥/ ١٥٢٧)، وابن خزيمة (٣/ ١٤٥/ ١٧٨٩)، وابن حبان (٧/ ١٠٧ / ٢٨٥٩)، وأحمد (٣/ ١٠٤ و ١٨٧)، وابن أبي شيبة (٢/ ٢٣١/ ٨٤٤٨)، وعبد بن حميد (١٤١٧)، وغيرهم، وهو حديث صحيح]، ورواه ثابت عن أَنس، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه في الدعاء حتَّى يُرى بياض إبطيه [أخرجه مسلم (٨٩٥)]، ورواه قتادة عن أَنس، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في