الطريق التي احتج بها الضياء على الدارقطني، فإنها لا تثبت أصلًا إلى يزيد بن هارون، فقد أخرجها الضياء من طريق: أبي بكر عبد الرحمن بن محمد بن علُّويه القاضي: ثنا إسماعيل بن أحمد بن أسد والي خراسان: ثنا أبي، عن يزيد بن هارون به.
وأخرجه أبو عثمان البحيري في الرابع من فوائده (٥٠)، من نفس الطريق، ومن طريقه: أخرجه الضياء.
فهو حديث موضوع، مختلق مصنوع، مركَّب الإسناد، فإن أبا بكر عبد الرحمن بن محمد بن علُّويه القاضي: اتهمه بالوضع الحاكم وغيره، وقال غنجار: "حدث بأحاديث مناكير عن إسماعيل بن أحمد والي خراسان، وكان متهمًا بوضعها، قال: وكان يتولى عمل المظالم بخراسان، وكان كذابًا" [اللسان (٥/ ١٢٦)]، كما أن في الإسناد مجاهيل، وفي تفردهم به عن يزيد بن هارون نكارة، فضلًا عن كونه مختلقًا مصنوعًا.
• وروى علي بن الجعد، قال: أنا الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، قال: قلت لأنس بن مالك: يا أبا حمزة صلِّ لنا صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي كان يصلي بكم، فكبر فرفع يديه، فلما أراد أن يركع كبر ورفع يديه، فلما قال: "سمع الله لمن حمده، رفع يديه، وكان يكبر إذا سجد، وإذا نهض من الركعتين.
أخرجه أبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (٣١٥٦)، وعنه: ابن عدي في الكامل (٣/ ١٣٣)، وأبو طاهر المخلص في التاسع من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٦٣) (١٩٥٠ - المخلصيات)، ورشيد الدين العطار في نزهة الناظر (٣٤).
وإسناده ضعيف؛ يزيد بن أبان الرقاشي: ضعيف؛ والربيع بن صبيح: ليس بالقوي [انظر: التهذيب (١/ ٥٩٣)، الميزان (٢/ ٤١)].
• وروى الحسين بن الأسود: حدثني محمد بن الصلت: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن حميد، عن أَنس، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة كبر، ورفع يديه حتَّى يحاذي بإبهاميه أذنيه، ثم يقول: "سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جَدُّك، ولا إله غيرك".
أخرجه أبو يعلى (٦/ ٣٨٩/ ٣٧٣٥)، والدارقطني (١/ ٢٩٩)، ومن طريقه: ابن الجوزي في التحقيق (١/ ٣٤١/ ٤٤٠).
قال أبو حاتم: "هذا حديث كذب، لا أصل له"، ومحمد بن الصلت: لا بأس به، كتبت عنه" [العلل (١/ ١٣٥/ ٣٧٤)].
قلت: آفته: الحسين بن علي بن الأسود هذا، قال ابن عدي: "يسرق الحديث" [الكامل (٢/ ٣٦٨)، التهذيب (١/ ٤٢٥)، الميزان (١/ ٥٤٣)، [وقد سبق تخريجه في الذكر والدعاء (١/ ١٥٤/ ٧٨)].
• وروى ابن الأعرابي في المعجم (٣/ ٩٤١ / ١٩٩٧): نا أبو رفاعة العدوي، قال: سمعت عبد الله بن حرب الليثي [ثقة. الجرح والتعديل (٥/ ٤١)، تاريخ الإسلام