قد تابعه عليه: أحمد بن أبي روح، عن محمد بن مصعب، عن الأوزاعي به، ثم أسنده إليه، وأحمد بن أبي روح هذا يروي عن محمد بن مصعب أحاديث منكرة [اللسان (١/ ٤٦١)].
وقال أبو نعيم: "غريب من حديث عبد الله والأوزاعي، لا أعلم أحدًا رواه إلا رفدة بن قضاعة".
وقال الخطيب: "غريب لم أكتبه إلا بهذا الإسناد".
وقال ابن كثير في الأحكام الكبير (٣/ ٣٠٩): "وقوله في الرواية: عن جده عمير بن حبيب: غلط؛ إنما هو عمير بن قتادة بن سعد بن عامر الليثي، والله أعلم".
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (٣١٩): "هذا إسناد فيه رفدة بن قضاعة، وهو ضعيف، وعبد الله لم يسمع من أبيه شيئًا، قاله ابن جريج، حكاه عنه البخاري في تاريخه".
قلت: ما حكاه ابن جريج أن عبد الله بن عبيد لم يسمع من أبيه شيئًا، ولا يذكره، فقد ذكره البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٤٥٥)، لكنه معارض بقول البخاري نفسه في التاريخ (٥/ ١٤٣) في ترجمة عبد الله بن عبيد بأنه قد سمع أباه، ثم ذكر حجته في سماعه من أبيه، وإنما الآفة فيه من رفدة هذا، والله أعلم.
فهو حديث منكر، ورفدة هذا: منكر الحديث [التهذيب (١/ ٦١٠)، الميزان (٢/ ٥٣)] [وانظر: سؤالات البرذعي (٥٧٨)]، وقد رواه بإسناد آخر، وتلوَّن فيه:
فرواه رفدة مرة أخرى عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ أنه كان يرفع يديه في كل تكبيرة، ويقول: لو قطعت يدي لرفعت ذراعي، ولو قطعت ذراعي لرفعت عضدي.
ذكره الدارقطني في العلل (٩/ ١٧٦٣/٢٨٢).
قال الدارقطني: "وخالفه مبشر بن إسماعيل وغيره، فرووه عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة: رأيت أبا هريرة يكبر، لم يذكر الرفع، وفي آخره: إنها لصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا هو الصواب.
وقد رواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فرواه عمرو بن علي، عن ابن أبي عدي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ أنه كان يرفع يديه في كل خفض ورفع، يقول: أنا أشبهكم صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ولم يتابع عمرو بن علي على ذلك، وغيره يرويه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكبر في كل خفض ورفع، وهو الصحيح".
وحديث عمرو بن علي الفلاس حديث شاذ، وتقدم ذكره تحت الحديث المتقدم برقم (٧٣٨)، والله أعلم.