اللسان (٢/ ٩٣)]، والأصبغ بن نُباتة: متروك، منكر الحديث، عامة ما يرويه عن عليٍّ لا يُتابع عليه [انظر: التهذيب (١/ ١٨٤)، الميزان (١/ ٢٧١)].
٧ - حديث معاذ بن جبل:
رواه محبوب بن الحسن القرشي، عن الخصيب بن جحدر، عن النعمان بن نعيم، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان في صلاته رفع يديه قبالة أذنيه، فإذا كبر أرسلهما ثم سكت، وربما رأيته يضع يمينه على يساره، فإذا فرغ من فاتحة الكتاب سكت، فإذا ختم السورة سكت، ثم يرفع يديه قبالة أذنيه، ويكبر ويركع، وكنا لا نركع حتى نراه راكعًا، ثم يستوي قائمًا من ركوعه، حتى يأخذ كل عضو مكانه، ثم يرفع يديه قبالة أذنيه، وبكبر ويخر ساجدًا، وكان يمكن جبهته وأنفه من الأرض، ثم يقوم كأنه السهم لا يعتمد على يديه، وكان إذا جلس في آخر صلاته اعتمد على فخذه اليسرى، ويدُه اليمنى على فخذه اليمنى، ويشير بإصبعه إذا دعا، وكان إذا سلم أسرع القيام.
أخرجه الطبراني في الكبير (٢٠/ ٧٤/ ١٣٩)، بإسناد صحيح إلى محبوب.
وهذا حديث موضوع؛ النعمان بن نعيم: لا يُعرف، هو أحد شيوخ الخصيب المجهولين، والخصيب بن جحدر: كذاب [اللسان (٣/ ٣٦٠) وغيره]، ومحبوب بن الحسن، هو: محمد بن الحسن بن هلال بن أبي زينب، لقبه: محبوب، وهو: ليس به بأس، لينه أبو حاتم، وضعفه النسائي [التهذيب (٣/ ٥٤٢)، الميزان (٣/ ٥١٤)].
٨ - حديث أعرابي رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -:
رواه سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، قال: حدثني من سمع الأعرابي، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، قال: فرفع رأسه من الركوع، فرفع كفيه حتى حاذتا -أو: بلغتا- فروع أذنيه، كأنهما مِرْوَحَتانِ.
أخرجه أحمد (٥/ ٦)، والحارث بن أبي أسامة (١٧٧ - زوائده)(٤/ ١٨١/ ٥١٨ - مطالب)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٦/ ٧١٩٩/٣١٢٤).
وإسناده ضعيف؛ لأجل الواسطة المبهمة، وبقية رجاله ثقات، والله أعلم.
• تنبيه:
قال البيهقي في الخلافيات (٢/ ٧٢ - مختصره): "وقد سمعت الحاكم أبا عبد الله يقول: لا نعلم سُنَّةً اتفق على روايتها عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الخلفاءُ الأربعة، ثم العشرة الذين شهد لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، فمن بعدهم من أكابر الصحابة على تفرقهم في البلاد [الشاسعة] غير هذه السُّنَّة"، قال البيهقي:"وهو كما قال أستاذنا أبو عبد الله - رضي الله عنه -" [انظر: الأحكام الكبير لابن كثير (٣/ ٢٨٣)].
وقد تُعُقِّب الحاكم فيما قاله، وتبعه عليه البيهقي:
قال ابن دقيق العيد في الإمام:"وجزْمُ الحاكم برواية العشرة ليس عندي بجيد؛ فإن الجزم إنما يكون حيث يثبت الحديث ويصح، ولعله لا يصح عن جملة العشرة" [نصب