وهذا هو المحفوظ، وإسناده كوفي صحيح، والأسود بن يزيد النخعي الكوفي: مخضرم، ثقة، سمع عمر [التاريخ الكبير (١/ ٤٤٩)].
سأل ابنُ أبي حاتم أباه وأبا زرعة عن حديث ابن أبجر، فقال بعد أن ساقه:"هل هو صحيح؟ أو يرفعه [كذا، ولعلها: يدفعه] حديث الثوري، عن الزبير بن عدي، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عمر؛ أنه كان يرفع يديه في افتتاح الصلاة حتى تبلغا منكبيه، فقط؟
فقالا: سفيان أحفظ، وقال أبو زرعة: هذا أصح؛ يعني: حديث سفيان، عن الزبير بن عدي، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عمر" [العلل (١/ ٩٥/ ٢٥٦)].
وقال الحاكم أبو عبد الله عن رواية ابن أبجر:"هذه رواية شاذة، لا تقوم بها الحجة، ولا يعارض بها الأخبار الصحيحة المأثورة: عن طاوس بن كيسان، عن ابن عمر؛ أن عمر كان يرفع يديه في الركوع، وقد روى سفيان الثوري هذا الحديث عن الزبير بن عدي، فقال فيه: أن عمر كان يرفع يديه إلى المنكبين، ولم يزد" [مختصر الخلافيات (٢/ ٨٧)، الأحكام الكبير (٣/ ٢٩٠)، مسند الفاروق (١/ ٢٠٦)].
قلت: أما حديث طاوس عن ابن عمر عن أبيه، فلا يصح، إنما هو عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قاله أحمد والدارقطني [وتقدم تخريجه والكلام عليه تحت الحديث رقم (٧٤١)]، والمحفوظ فيه رواية الثوري، كما تقدم، والله أعلم.
***
٧٥٠ - . . . شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا افتتح الصلاةَ رفع يديه إلى قريب من أذنيه، ثم لا يعود.
• حديث ضعيف باتفاق الحفاظ.
أخرجه أبو يعلى (٣/ ٢٤٨/ ١٦٩٠)، والروياني (٣٤٤)، وابن عبد البر في التمهيد (٩/ ٢١٥)، والخطيب في المدرج (١/ ٣٩٩).
رواه عن شريك: محمد بن الصباح البزاز، ومعلي بن منصور، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
قال ابن عبد البر في حديث البراء هذا، وحديث ابن مسعود السابق:"وهذان حديثان معلولان عند أهل العلم بالحديث، مرفوعان عند أهل الصحة عندهم [كذا، ولعلها: مدفوعان عن الصحة عندهم] "، وقال في موضع آخر (٢٣/ ١٦٠): "وهما حديثان معلولان".