أخبرنا أبو عبد الله الحافظ: أنبأ أبو الحسن بن عبدوس: ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، فذكر فصلًا في تضعيف حديث يزيد بن أبي زياد، ثم قال: ولم يَروِ هذا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أحدٌ أقوى من يزيد".
وانظر في الأوهام أيضًا: أخبار القضاة لوكيع (٣/ ٢٥٣)، تاريخ بغداد (١٢/ ٣٠٧).
• ومما روي في هذا المعنى أيضًا:
١ - ما رُوي عن مالك، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه؛ مرفوعًا بلفظ: كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، ثم لا يعود.
قال البيهقي: "وهذا باطل موضوع"، وسبق التنبيه عليه تحت الحديث رقم (٧٢٢).
٢ - حفص بن غياث، عن محمد بن أبي يحيى [هو الأسلمي: مدني، صدوق]، قال: صليت إلى جنب عباد بن عبد الله بن الزبير، قال: فجعلت أرفع يدي في كل خفض ورفع ووضع، قال: يا ابن أخي! رأيتك ترفع في كل رفع وخفض، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه في أول الصلاة ثم لم يرفعهما في شيء حتى فرغ.
رواه البيهقي في خلافياته عن الحاكم بسنده، إلى حفص به.
قال البيهقي: "وهذا مرسل؛ لأن عبادًا من التابعين، وقد روي عن أبيه ضده" [البدر المنير (٣/ ٤٩٨)، الأحكام الكبير (٣/ ٢٧٣)].
٣ - عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه كلما ركع، وكلما رفع، ثم صار إلى افتتاح الصلاة، وترك ما سوى ذلك.
قال ابن الجوزي في التحقيق (١/ ٣٣٤): "وحديث ابن عباس وابن الزبير: لا يعرفان أصلًا، والمحفوظ عنهما الرفع".
وقال ابن الملقن في البدر المنير (٣/ ٤٩٨): "غريب، غير معروف".
٤ - عن ابن الزبير؛ أنه رأى رجلًا يرفع يديه في الركوع فقال: مه؛ فإن هذا شيء فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم تركه.
قال ابن الجوزي في التحقيق (١/ ٣٣٤): "وحديث ابن عباس وابن الزبير: لا يعرفان أصلًا، والمحفوظ عنهما الرفع".
وقال ابن الملقن في البدر المنير (٣/ ٤٩٨): "غريب، غير معروف"، وقال أيضًا: "لا نعلم من رواه".
وقال الذهبي فيهما: "وهذان منكرٌ من القول، ومن شرط الناسخ أن يكون في قوة المنسوخ، ثم المحفوظ عن ابن عباس وابن الزبير الرفع" [تنقيح التحقيق (١/ ١٣٥)].
قلت: هما حديثان باطلان.
٥ - وروى ابن أبي ليلى [وهو ضعيف، لسوء حفظه]، عن نافع، عن ابن عمر.
وعن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تُرفَعُ الأيدي إلا