للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فهو منكر؛ قال ابن عساكر بعد أن أورده في ترجمة أبي حازم سلمة بن دينار: "قد أنكره أن يكون سمع من غير سهل بن سعد".

قال أبو زرعة: "نا يحيى بن صالح، قال: قلت لابن أبي حازم: سمع أبوك من أبي هريرة؟ فقال: من حدثك أن أبي سمع من أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير سهل بن سعد فقد كذب"، قال أبو زرعة: "أبو حازم الأعرج لم يسمع من صحابي إلا من سهل بن سعد" [تاريخ دمشق (٢٢/ ٢٤)، التهذيب (٢/ ٧١)، تحفة التحصيل (١٣٢)].

ثم إن إسناده لا يصح؛ فإن إسماعيل بن قيس أبا مصعب الأنصاري: منكر الحديث [اللسان (٢/ ١٦١)]، وشيخ ابن الأعرابي؛ تميم بن عبد اللّه أبو محمد الرازي: لم أقف له على ترجمة، ولم يترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وفي روايته ما يستنكر [انظر: معجم ابن الأعرابي (١٢٥٣ - ١٢٥٧)]، والله أعلم.

وقال البخاري في رفع اليدين أيضًا (١٦): "وكان عبد اللّه بن الزبير [يعني: شيخه الحميدي]، وعلي بن عبد الله [يعني: شيخه ابن المديني]، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم [يعني: ابن راهويه]: يثبتون عامة هذه الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويرَونها حقًّا، وهؤلاء أهل العلم من أهل زمانهم".

وقال في موضع آخر (٨٤): "ولم يثبت عند أهل النظر ممن أدركنا من أهل الحجاز وأهل العراق، منهم: عبد الله بن الزبير، وعلي بن عبد الله بن جعفر، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وهؤلاء أهل العلم من أهل زمانهم، فلم يثبت عند أحد منهم علمنا في ترك رفع الأيدي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يرفع يديه".

وقال أيضًا (٨٧): "وكان ابن المبارك يرفع يديه، وهو أكثر أهل زمانه علمًا فيما نعرف، فلو لم يكن عند من لا يعلم من السلف علمٌ فاقتدى بابن المبارك فيما اتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعين؛ لكان أولى به من أن يقتدي [وفي نسخة: يثبته] بقول من لا يعلم".

ثم روى البخاري رفع الأيدي عن أعلام أئمة الإسلام من الصحابة والتابعين وتابعيهم، ثم قال (١٢١): "وهؤلاء أهل مكة، وأهل المدينة، وأهل اليمن، وأهل العراق قد تواطؤوا على رفع الأيدي"، ثم رواه عن جماعات آخرين، ثم قال (١٣٢): "من زعم أن رفع الأيدي بدعة فقد طعن في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، والسلف، ومن بعدهم، وأهل الحجاز، وأهل المدينة، وأهل مكة، وعدة من أهل العراق، وأهل الشام، وأهل اليمن، وعلماء أهل خراسان، منهم ابن المبارك، حتى شيوخنا، ... "، إلى أن قال (١٣٥): "ولم يثبت عن أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يرفع يديه، وليس أسانيده أصح من رفع الأيدي" [وانظر: المجموع شرح المهذب (٣/ ٣٦٢)، البدر المنير (٣/ ٥٠٤)].

• وقال الترمذي في الجامع (٢٥٦): "وبهذا يقول بعض أهل العلم من أصحاب

<<  <  ج: ص:  >  >>