للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد سئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: "يرويه حجاج بن أبي زينب، ويكنى أبا يوسف واسطي، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود مرفوعًا، قاله هشيم، ومحمد بن يزيد الواسطي عنه.

وخالفهما: محمد بن الحسن الواسطي، فرواه عن حجاج بن أبي زينب، عن أبي سفيان، عن جابر، ووهم فيه، وقول هشيم عنه: أصح" [العلل (٥/ ٣٣٨/ ٩٣٣)].

قلت: وخالفهم أيضًا كما تقدم ذكره: يزيد بن هارون، وهو: ثقة حافظ، ثبت متقن، فرواه عن حجاج مرسلًا.

وهذا اضطراب من الحجاج بن أبي زينب، وهو قليل الحديث، وقد اختلف فيه النقاد، فقال أحمد لما سئل عنه: "أخشى أن يكون ضعيف الحديث"، وقال علي بن المديني: "شيخ من أهل واسط، ضعيف"، وقال النسائي: "ليس بالقوي"، ونقل عنه مغلطاي غير ذلك وأظنه وهمًا، وقال يحيى بن معين: "ليس به بأس"، وفي رواية: "ثقة"، وقال أبو داود: "ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي بعد أن ذكر الاختلاف عليه في هذا الحديث: "وللحجاج غير ما ذكرت من الحديث قليل، يروي عنه أهل واسط، وأرجو أنه لا بأس فيما يرويه"، وهذا مما يدل على أنه قد استنكر عليه هذا الحديث؛ إذ الغالب عليه ذكر مناكير الرجل وما يُضعَّف من أجله، وقوله: "وأرجو أنه لا بأس فيما يرويه" ليس دليلًا على تعديل الراوي دائمًا، فإن ابن عدي وإن كان يقول هذه العبارة على جهة تعديل الراوي أحيانًا، مثل ما قال في ترجمة أوس بن عبد الله أبي الجوزاء (١/ ٤١١): "وأرجو أنه لا بأس به"، ثم قال: "وأحاديثه مستقيمة مستغنية عن أن أذكر منها شيئًا في هذا الموضع"، فإنه غالبًا ما يستعمل هذه العبارة فيمن هو متكلَّم فيه، وليس بالواهي، ممن ضعفُه محتمل، أو الغالب عليه الصدق في الرواية، وقد وثقه جماعة، ويقول في أمثالهم ابن حجر في التقريب: "صدوق يخطئ"، ويقولها ابن عدي أيضًا في جماعة ممن ضعفهم هو وغيره، وبعضهم من المتروكين والهلكى، حتى قال العلامة المعلمي اليماني في الفوائد المجموعة (٤٥٩): "ليس هذا بتوثيق، وابن عدي يذكر منكرات الراوي، ثم يقول: أرجو أنه لا بأس به؛ يعني بالبأس: تعمد الكذب، ودُرُست واهٍ جدًّا" [العلل ومعرفة الرجال (١/ ٥٥٣/ ١٣١٧)، تاريخ ابن معين للدوري (٤/ ٣٧٩/ ٤٨٧٥)، التاريخ الكبير (٢/ ٣٧٦)، الجرح والتعديل (٣/ ١٦١)، تاريخ واسط (٩٤)، ضعفاء العقيلي (١/ ٢٨٣)، ثقات ابن حبان (٦/ ٢٠٢)، الكامل (٢/ ٢٣٠)، تاريخ أسماء الثقات (٢٥٢)، الكنى والأسماء للدولابي (٣/ ١١٦٨)، الأنساب (٣/ ٥٧٥)، ضعفاء ابن الجوزي (٧٦٩)، بيان الوهم (٥/ ٣٤٠)، السير (٧/ ٧٥)، المغني (١/ ١٥٠)، الميزان (١/ ٤٦٢)، إكمال مغلطاي (٣/ ٣٩٤)، التهذيب (١/ ٣٥٨)].

وهذا الحديث قد ضعفه الدارقطني نفسه في السنن حيث قال في الحجاج: "ليس بقوي، ولا حافظ"، ولكن سقط نقده من السنن المطبوعة، وهو في تخريج الغساني

<<  <  ج: ص:  >  >>