فهو أثر مضطرب الإسناد، فيه من لا يُعرف.
• وممن رُوي عنه هذا التفسير أيضًا: ابن عباس:
فقد روى روح بن المسيب، قال: حدثني عمرو بن مالك النُّكري، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، في قول الله عز وجل: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢)}، قال: وضع اليمين على الشمال في الصلاة عند النحر.
أخرجه أبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (١٠/ ٣١٠)، والبيهقي (٢/ ٣١)، وعزاه ابن عبد البر إلى الأثرم [التمهيد (٢٠/ ٧٨)].
ولا يصح هذا أيضًا؛ عمرو بن مالك النُّكري: قال ابن معين: "ثقة" [سؤالات ابن الجنيد (٧٥٤)].
وهو ممن روى صلاة التسبيح، قال عبد الله بن أحمد: "سمعت أبي يقول: لم تثبت عندي صلاة التسبيح، وقد اختلفوا في إسناده، لم يثبت عندي، وكأنه ضعَّف عمرو بن مالك النكري" [مسائله (٣١٥ م)].
وقال البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ١٧): "وقال لنا مسدد: عن جعفر بن سليمان، عن عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء، قال: أقمت مع ابن عباس وعائشة اثنتي عشرة سنة، ليس من القرآن آية إلا سألتهم عنها، قال محمد [يعني: البخاري نفسه]: في إسناده نظر".
قال ابن عدي في الكامل (١/ ٤١١) (٢/ ١٠٨ - ط العلمية): "وأوس بن عبد الله أبو الجوزاء هذا يحدث عنه عمرو بن مالك النكري، يحدث عن أبي الجوزاء هذا أيضًا عن ابن عباس قدر عشرة أحاديث غير محفوظة، وأبو الجوزاء روى عن الصحابة: ابن عباس، وعائشة، وابن مسعود، وغيرهم، وأرجو أنه لا بأس به، ولا يصحَّح روايته عنهم أنه سمع منهم، وقول البخاري: في إسناده نظر؛ [يريد] أنه لم يسمع من مثل ابن مسعود وعائشة وغيرهما، لا أنه ضعيف عنده، وأحاديثه مستقيمة مستغنية عن أن أذكر منها شيئًا في هذا الموضع".
هكذا ضعَّف ابنُ عدي عمرَو بن مالك النكري، وبيَّن مراد البخاري من قوله السابق من عدم ثبوت سماع أبي الجوزاء المذكور في هذا السند، لا أنه أراد تضعيف أبي الجوزاء؛ إذ كيف يضعَّفه مع استقامة أحاديثه، وإخراج البخاري نفسه له في الصحيح.
فقد أخرج البخاري في صحيحه، في (٦٥) كتاب التفسير، من سورة النجم، باب: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩)} [النجم: ١٩]، (٤٨٥٩)، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا أبو الأشهب: حدثنا أبو الجوزاء، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، في قوله: {اللَّاتَ وَالْعُزَّى}: كان اللاتُ رجلًا يَلُتُّ سَوِيقَ الْحَاجِّ.
وأما قول ابن حجر في توجيه كلام البخاري هذا فليس بمتجِّه، فقد قال في التهذيب (١/ ١٩٤): "والنكري ضعيف عنده"؛ يعني: عند البخاري، وهذا ليس بصحيح، فإنه لا