والمثاني (٤/ ٤٦/ ١٩٩٣)، وابن قانع في المعجم (٣/ ١٥)، والطبراني في الكبير (١٩/ ٢٣١/ ٥١٥)، وأبو طاهر المخلص في الثالث من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (١٦٦) (٥٣٢ - المخلصيات).
قلت: فرجع الحديث بذلك إلى الأعرج.
قال النسائي: "هذا خطأ، والصواب حديث الماجشون"؛ يعني: حديث الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب [البدر المنير (٣/ ٦١٥)، التلخيص الحبير (١/ ٢٤٣)].
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (١/ ٤١١): "والمحفوظ: عن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، كما أخرجه مسلم"، ثم قال: "ومحمد بن حمير: من رجال البخاري، لكنه شذ بقوله: عن محمد بن مسلمة، الله أعلم".
• قلت: قد بيَّن عوار هذه الرواية:
د - ما رواه إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي [مجهول الحال، قال الذهبي: "غير معتمد"، اللسان (١/ ٣٥٥)]، والحسين بن إسحاق التستري [ثقة حافظ رحال. تاريخ دمشق (١٤/ ٣٩)، طبقات الحنابلة (١/ ١٤٢)، السير (١٤/ ٥٧)، تاريخ الإسلام (٢٢/ ١٣٦)]:
قالا: حدثنا يحيى بن عثمان الحمصي: ثنا أبو حيوة شريح بن يزيد: ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن محمد بن مسلمة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في سجوده: "اللَّهُمَّ لكَ سجدتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، وأنت ربي، سجد وجهي للذي خلقه، وصوَّره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسنُ الخالقين".
وإذا ركع قال: "اللَّهُمَّ لكَ ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، وعليك توكلتُ، أنت ربي، خشع سمعي وبصري، ودمي ومخي، وعظمي وعصبي لله رب العالمين".
ثم يرفع رأسه من الركوع، فيقول: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد".
أخرجه الطبراني في الكبير (١٩/ ٢٣٢/ ٥١٦)، وفي الدعاء (٥٣٠ و ٥٦٨)، وفي مسند الشاميين (٤/ ٢٩٩ و ٣٠٠/ ٣٣٦٤ و ٣٣٦٥).
قلت: فظهر بذلك أن الحديث إنما هو حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة [وهو: متروك]، وأنه هو الواهم فيه.
وعاد الحديث بذلك إلى الأعرج، والمحفوظ عنه فيه: الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، كما أخرجه مسلم.
وشعيب بن أبي حمزة متكلم في روايته عن ابن المنكدر، ذلك أن شعيبًا كان قد عرض على ابن المنكدر كتابًا فأمر بقراءته عليه، فعرف بعضًا وأنكر بعضًا، وقال لابنه أو ابن أخيه: اكتب هذه الأحاديث، فدوَّن شعيب ذلك الكتاب، وقد عُرض على أبي حاتم