للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: "أيكم المتكلم بالكلمات؟ " فأرَمَّ القومُ، فقال: "أيكم المتكلم بها؟ فإنه لم يقل بأسًا" [وفي رواية أحمد: "أيكم المتكلم بها؟ فإنه لم يقل إلا خيرًا" فقال رجل: جئت وقد حفزني النفس فقلتها، فقال: "لقد رأيت اثني عشر ملكًا يبتدرونها، أيهم يرفعها".

زاد عند أبي عوانة وأحمد: وزاد حميد، عن أنس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا جاء أحدكم فليمشِ على نحو ما كان يمشي، فليصل ما أدرك، وليقض ما سُبِقه".

قال أبو عبد الرحمن [يعني: عبد الله بن أحمد]: والإرمام: السكوت.

• هكذا روى هذا الحديث حماد بن سلمة عن قتادة وثابت وحميد، جمع الشيوخ على لفظ واحد، وقد تكلم النقاد مثل الإمام أحمد وغيره في حماد لكونه يجمع الشيوخ في إسناد واحد على لفظ واحد، ولا يبين مواطن الاختلاف بينهم [انظر: الإرشاد للخليلي (١/ ٤١٧)، شرح علل الترمذي (٢/ ٨١٥)].

قلت: وحماد هو أثبت الناس في ثابت البناني وحميد الطويل، ولم يكن من الطبقة الأولى من أصحاب قتادة، مثل: شعبة وهشام وابن أبي عروبة، ويبدو لي -واللَّه أعلم- أن هذا هو لفظ حديث ثابت؛ فإن حماد بن سلمة كان شديد التثبت في حديثه، ولم أجده من غير هذا الطريق، وأما لفظ حميد فإنه مثله أو قريب منه، وقد بيَّن منه حماد موضع الزيادة وحررها:

• فقد رواه جماعة من الثقات عن حميد بنحو لفظ حماد بن سلمة:

رواه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، وخالد بن الحارث، وعبد الله بن بكر السهمي، ومحمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وزائدة بن قدامة، وسهل بن يوسف الأنماطي، وهشيم بن بشير، ومروان بن معاوية الفزاري، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وإبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية [وهم ثقات في الجملة]، وعبد الله بن عمر العمري [ليس بالقوي]:

عن حميد، عن أنس، قال: أقيمت الصلاة فجاء رجل يسعى، فانتهى وقد حفزه النفس، أو: انبهر، فلما انتهى إلى الصف، قال: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته قال: "أيكم المتكلم؟ "، فسكت القوم، فقال: "أيكم المتكلم؟، فإنه قال خيرًا -أو: لم يقل بأسًا-"، قال: يا رسول الله! أنا، أسرعت المشي فانتهيت إلى الصف [وقد انبهرت، أو: حفزني النفس]، فقلتُ الذي قلتُ، قال: "لقد رأيت اثني عشر ملكًا يبتدرونها، أيهم يرفعها".

ثم قال: "إذا جاء أحدكم إلى الصلاة فليمش على هِينته، فليصلِّ ما أدرك، وليقضِ ما سُبِقه" [لفظه عند أحمد (٣/ ١٠٦)].

أخرجه أحمد (٣/ ١٠٦ و ١٨٨ - ١٨٩)، وعبد الرزاق (٢/ ٧٧/ ٢٥٦١) و (٢/ ٢٨٩/ ٣٤٠٦)، وابن أبي عمر العدني في مسنده (٢/ ٣٢٩/ ١٨٠٧ - إتحاف الخيرة)، وعلي بن حجر السعدي في حديث إسماعيل بن جعفر (٧٠)، والبزار (١٣/ ١٥٦/ ٦٨٥٦)، وأبو يعلى

<<  <  ج: ص:  >  >>